سرايا - حذّر استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، من التقليل من خطر الإنفلونزا الموسمية، مؤكّدًا أنها ليست "نزلة برد عابرة"، بل مرض فيروسي قد يؤدي إلى مضاعفات خاصة لدى الفئات ذات الأختطار العالي الأكثر عرضة للخطر.
وأشار الدكتور الطراونة إلى أن الخبرة العالمية والدراسات العلمية تؤكد خطورة الإنفلونزا، وقال: "بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة وغيرها من الجهات العالمية تظهر أن الإنفلونزا تؤدي سنويًا إلى آلاف حالات دخول المستشفيات ومئات الوفيات". وأضاف: "إن معدلات المضاعفات ترتفع بشكل كبير لدى كبار السن (فوق 65 سنة) والأطفال الصغار".
فجوة البيانات في الأردن: عائق أمام التخطيط الفعّال
وفيما يخص الوضع المحلي، أعرب الطراونة عن قلقه البالغ إزاء غياب الأرقام الدقيقة. وصرح قائلاً: "للأسف الشديد، لا تتوفر لدينا في الأردن بيانات وطنية دقيقة حول عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا، ولا عدد الوفيات الناتجة عنها، ولا حتى حجم العبء الاقتصادي الذي يسببه المرض".
وانتقد الطراونة غياب التحرك الاستراتيجي بناءً على المعطيات: "هذا الغياب للبيانات يجعل من المستحيل على السلطات الصحية تقدير حجم الخطر الحقيقي، أو تحديد الفئات الأكثر عرضة فعليًا". وتساءل: "كيف يمكن تخطيط برامج التطعيم الموسمي أو تنظيم تجهيزات المستشفيات لاستقبال الحالات الحرجة دون معرفة حجم المشكلة على أرض الواقع؟"
وفي ختام تصريحاته، أكد استشاري الأمراض الصدرية على أن الوقاية تظل ممكنة عبر التطعيم الموسمي والالتزام بـالإجراءات الصحية الأساسية كغسل اليدين وتغطية الفم عند السعال.
لكنه شدد على أن هذه الإجراءات لن تكون كافية دون دعمها بالبيانات: "أدعو الجهات الصحية في الأردن إلى التحرك فورًا لوضع نظام رصد وطني للإنفلونزا". وأوضح الهدف من هذا النظام: "يجب أن يقوم هذا النظام بتسجيل الحالات ومتابعة المضاعفات وقياس تأثير المرض على المستشفيات والمجتمع بشكل منتظم".
واختتم الطراونة محذرًا: "بدون هذه الأرقام، يظل مرض الإنفلونزا تهديدًا صامتًا لا نعرف مدى شدته، ولا نستطيع الاستعداد له بالشكل الصحيح."
المصدر:
سرايا