الوكيل الإخباري- أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، مباحثات موسّعة مع وزير الخارجية الألماني الدكتور يوهان دافيد فاديفول، ركّزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
وتابع الصفدي وفاديفول خلال اللقاء نتائج المحادثات التي عقداها في عمّان الشهر الماضي حول سبل توسيع آفاق التعاون الثنائي بين المملكة وألمانيا في قطاعات حيوية وتنموية تشمل المياه، والاستثمار، والتعليم، والتدريب المهني، والسياحة، والدفاع.
وثمّن الصفدي المستوى المتميز الذي وصلت إليه علاقات البلدين، ودعم ألمانيا المستمر للمملكة في مشاريع التنمية ومواجهة تبعات الأزمات الإقليمية.
كما بحث الوزيران تطورات الأوضاع الإقليمية ومستجدات الأوضاع في غزة، وأكّدا ضرورة تكاتف الجهود للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتنفيذ بنوده كاملة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية، ورفع إسرائيل العقبات أمام دخولها، وربط جهود تحقيق الاستقرار بأفق سياسي واضح لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وأكد الصفدي ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية والأحادية التي تقوّض جهود حل الدولتين وفرص تحقيق السلام، خصوصًا بناء المستوطنات وتوسعتها، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، ومحاصرة الاقتصاد الفلسطيني، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكّد الصفدي متانة علاقات الصداقة بين الأردن وألمانيا التي تمتد لسبعين عامًا، والشراكة الاستراتيجية التي شهدت تعاونًا كبيرًا في مختلف المجالات بين البلدين.
وأشار الصفدي إلى أن ألمانيا شريك أساسي للمملكة، وقال: "نثمّن عاليًا ما تقوم به ألمانيا من جهود لمساعدة الأردن على مواجهة أعباء الأزمات الإقليمية التي تنعكس علينا، سواء أعباء اللجوء أو التهديدات الأمنية، والدعم الذي تقدّمه ألمانيا في مشاريعنا التنموية ذو أهمية كبيرة".
وأضاف: "نتطلّع إلى المزيد من التعاون الذي يبني على علاقات الصداقة هذه بما يخدم مصالح البلدين ويعزز التعاون ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا".
وتناول الصفدي الجهود الرامية لتحقيق السلام في أوكرانيا، مؤكدًا أن السلام في أوكرانيا يعني أيضًا سلامًا لأوروبا واحترامًا لأمنها، ومشدّدًا على أهمية السلام العادل في الشرق الأوسط الذي يتحقق بحق الشعب الفلسطيني في الدولة والحياة الكريمة والاستقلال والسيادة على ترابه الوطني في إطار حل الدولتين.
وأشار الصفدي إلى أن التحدي الأول الآن هو تثبيت وقف إطلاق النار الذي أُنجز بجهود كبيرة، وقال: "إدخال المساعدات الإنسانية أولوية، رغم التحسن الطفيف في دخولها، إلا أن الكارثة الإنسانية ما تزال كبيرة جدًا".
وأكد الصفدي أن أكثر من 90% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات، مشيرًا إلى أن ما يدخل القطاع لا يغطي سوى حوالي 20% من الاحتياجات، ودعا إلى رفع القيود الإسرائيلية أمام إدخال جميع أنواع المساعدات.
وأشار الصفدي إلى دور الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة بالتعاون مع ألمانيا، وقال: "المملكة قادرة على إرسال نحو 250 شاحنة يوميًا عند رفع المنع الإسرائيلي عن دخول المساعدات".
كما شدّد الصفدي على ضرورة الربط بين غزة والضفة الغربية ومنع الانفجار في الضفة، وحذر من أن التصعيد الخطير في الضفة الغربية يهدّد الأمن والاستقرار الإقليمي. وأشار إلى ممارسات المستوطنين اليومية التي تؤثر سلبًا على الفلسطينيين، ودعا إلى احترام حق العبادة للمسلمين والمسيحيين في القدس.
وشدّد الصفدي على دور المملكة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وفق الوصاية الهاشمية التاريخية، مؤكّدًا أن الأردن سيواصل دوره الإنساني في غزة من خلال إدخال المساعدات، دون نشر قوات على الأرض، مع تقديم الدعم لتدريب الشرطة الفلسطينية عبر مركز التنسيق المدني العسكري.
كما تناول الصفدي التطورات في سوريا ولبنان، مؤكدًا ضرورة احترام سيادة لبنان ووقف الأعمال التصعيدية، وأهمية التعاون مع ألمانيا في إعادة البناء ودعم الاستقرار.
وخلال زيارته لبرلين، التقى الصفدي وزير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، وشارك في جلسة حول دور الأردن الجيوسياسي في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن أي خطة لغزة يجب أن تقوم على إنهاء الحرب والدعم الإنساني وإعادة الإعمار وأفق سياسي واضح لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر:
الوكيل