سرايا - قال الناطق باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن غالبية خيام النازحين ومراكز الإيواء في مدينة غزة تعرضت للغرق بفعل غزارة الأمطار التي تساقطت على المدينة، وتدمير الاحتلال الإسرائيلي لمنظومة التصريف خلال العدوان الأخير.
وحذّر مهنا، من أن المدينة تواجه "خطرًا وشيكا" نتيجة انسداد خطوط تصريف مياه الأمطار وخروج أجزاء كبيرة من شبكات الصرف الصحي عن الخدمة بفعل الدمار الواسع الذي خلفه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقال مهنا في تصريحات، الثلاثاء، إن شبكات الصرف الصحي في مدينة غزة غير قادرة حاليا على التعامل مع أي كميات إضافية من المياه، مؤكدا أن انهيار البنية التحتية الخدمية يهدد بتدفق المياه الملوثة إلى الشوارع والمنازل والمخيمات المكتظة بالسكان والنازحين، لا سيما في المناطق المنخفضة والمدمرة مثل شارع النفق وحي الشيخ رضوان، حيث توجد البركة الرئيسية التي كانت تستوعب كميات كبيرة من مياه الأمطار قبل تضررها وتدمير منظومة الكهرباء البديلة داخلها وخطوطها الناقلة.
وأكد مهنا أن عشرات الآلاف من النازحين ما زالوا يقيمون داخل حدود المدينة في مناطق منعدمة الخدمات الأساسية بعد تدمير شبكات المياه والصرف الصحي فيها، ويعيشون داخل خيام مهترئة يزيد عمرها عن عامين، لم تعد صالحة للإيواء أو الحماية.
وكشف أن 93% من الخيام في قطاع غزة متهالكة، ما يجعل النازحين عرضة لخطر الغرق والمرض والانهيارات الأرضية خلال أي منخفض جوي.
وشدد على أن غزة تقف اليوم على أعتاب شتاء هو الأخطر منذ عقود، والتدخل العاجل وحده قادر على منع تحوّل المعاناة الإنسانية إلى كارثة إنسانية وبيئية شاملة.
وأوضح أن نسبة الدمار في البنية التحتية في مدينة غزة بلغت 85%، حيث دُمّر أكثر من 15 ألف متر طولي من شبكات تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى 180 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، وتعرّض 1600 مصرف من أصل 4400 مصرف للتدمير، إلى جانب تضرر محطات الضخ والمعالجة، وتدمير أربع برك رئيسية لتجميع مياه الأمطار كانت تعدّ منظومة الحماية الأساسية للمدينة.
وأشار مهنا إلى أن طواقم البلدية باشرت فور إعلان وقف إطلاق النار بتنفيذ أعمال صيانة طارئة لخطوط الصرف الصحي ومياه الأمطار، وإطلاق حملة لتنظيف مصارف الأمطار، حيث جرى تنظيف 2800 مصرف من أصل 4400، بعد أن دمّر الاحتلال 1600 مصرف خلال الحرب.
كما بدأت الطواقم باتخاذ إجراءات وقائية في محيط برك تجميع مياه الأمطار المتضررة، خاصة تلك التي تحيط بها مبان سكنية تواجه خطر السقوط.
وأكد أن البلدية لم تستلم أي معدات أو أدوات منذ وقف إطلاق النار وحتى الآن، وتعمل في ظروف معقدة واستثنائية بسبب نقص الآليات والمعدات اللازمة للصيانة، نتيجة رفض الاحتلال فتح المعابر وإدخال المواد المصنفة مزدوجة الاستخدام، وهو ما يعطل جهود الاستعداد لفصل الشتاء ويزيد مخاطر الغرق.
وفيما يتعلق بالنفايات، قال مهنا إن بلدية غزة أزالت عشرات المكبات العشوائية داخل المدينة، إلا أن منع الوصول إلى المكب الرئيس في جحر الديك اضطرّها إلى تجميع النفايات في مكبين مؤقتين في أرض سوق فراس التاريخي ومكب اليرموك وسط المدينة.
وبلغت كمية النفايات المتراكمة 260 ألف طن، ما يشكل "قنبلة موقوتة" ومكرهة صحية وبيئية خطيرة تسهم في انتشار الحشرات والقوارض والأمراض، خاصة مع الازدحام السكاني الكبير في المناطق النازحة.
وجددت بلدية غزة مطالبتها للأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية والدول المانحة والوسطاء بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وفق اتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال مستلزمات الإيواء الشتوي، والمواد والمعدات الخاصة بإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي ومياه الأمطار، وتوفير الوقود الكافي لتشغيل المرافق الحيوية، إضافة إلى إدخال مواد البناء والكرفانات السكنية الآمنة بديلاً عن الخيام التي لم تعد خيارا إنسانيا مقبولا.
المصدر:
سرايا