آخر الأخبار

الملك والملكة يجريان مقابلتين مع "بي بي سي" ضمن وثائقي "ملك الأردن وأطفال غزة"

شارك
الوكيل الإخباري- بثت قناة "بي بي سي" البريطانية، مساء الاثنين، مقابلتين مع جلالة الملك عبدﷲ الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ، ضمن برنامج وثائقي بعنوان "ملك الأردن وأطفال غزة"، ركز على الجهود الإنسانية الأردنية لإغاثة الفلسطينيين في غزة.


وتحدث جلالته في المقابلة، التي أجراها المراسل الخاص للقناة فيرغال كين لبرنامج "بانوراما"، عن معاناة المدنيين في غزة، وقال: "كجندي سابق، لم أتصور أبدا، من خلال القصص التي تصلني من مستشفياتنا الميدانية، وهي لا تعد ولا تحصى، أن حكومة يمكن أن تُنزل هذا القدر من المعاناة بشعب ما".

وتعليقا على مشاهدة جلالة الملك للدمار الذي حل بالقطاع خلال مشاركته في بعض الإنزالات الجوية التي نفذها الأردن لإرسال المساعدات، قال جلالته: "عندما نظرت إلى حجم الدمار في ذلك الجزء من غزة، كان ذلك صدمة حقيقية لي".

وأَضاف جلالة الملك في السياق ذاته "كما فعلت ذلك (المشاركة بالإنزالات) لأنني كنت سأتحدث إلى الغرب، لأقول لهم: لقد نظرت بنفسي من طائرة الإغاثة، رأيت ذلك بعينيّ، وكيف أننا كمجتمع دولي نسمح بحدوث هذا الأمر هو شيء يفوق الفهم".

وقال جلالته في وصف ما حدث في غزة: "بالنسبة لي، إنها إبادة جماعية. المجتمع الدولي، والعديد من الدول، يعتقدون ذلك أيضا".

ومضى جلالة الملك قائلا: "هناك تحركات في المحاكم الدولية تصفها بالإبادة الجماعية. في هذا العصر، وبعد الدروس التي تعلمتها البشرية من تاريخنا الحديث، فإن السماح بحدوث شيء كهذا هو أمر يتجاوز كل الحدود".

وتعقيبا على نبأ اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول 2023، قال جلالته: "كان الجميع في حالة صدمة وذهول. وأدركنا أن ما حدث سيكون على درجة من الخطورة تجعل المنطقة كلها تمر بهزات عنيفة".

وبيّن جلالة الملك: "كان واضحا تماما إلى أين ستتجه الأمور، لكن لم يخطر ببالي أبدا أننا سنستمر لأكثر من ستة أشهر على هذا الوضع".

وسُئل جلالته عن دعوته وزعماء إقليميين إلى اجتماع بنيويورك في أيلول الماضي لسماع تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام، فقال: "الرسالة التي وجهها لنا جميعا كانت: يجب أن يتوقف هذا، يجب أن يتوقف الآن"، في إشارة إلى الحرب على غزة.

وزاد جلالة الملك: "وأثناء شرح الخطة، فوجئ معظمنا لأن جزءا كبيرا منها — سأقول حوالي خمسة وثمانين بالمئة — كان مشابها جدا لما كنا نناقشه نحن والأوروبيون. وقلنا: السيد الرئيس، إذا كان بإمكان أحد تحقيق ذلك، فهو أنت".

وفي رد جلالته على سؤال حول إذا ما كان يشارك الرئيس ترمب الاعتقاد بأن السلام المتحقق عبر الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة يمكن أن يكون دائما، قال جلالة الملك: "يجب أن يكون كذلك (سلاما دائما). لأنه إذا مررنا بهذا مرة أخرى، لا أعتقد أن المنطقة ستتمكن من البقاء. لذا، بعد ثمانين عاما من الصراع، كفى".

وأجاب جلالته عن سؤال فيما إذا طلب منه كجزء من عملية صناعة السلام إرسال مرتبات من الأمن والجيش لتدريب قوى أمن محلية أو لتوفير الأمن في غزة، قائلا: "الجواب القصير هو لا، لأننا نعتقد أننا قريبون جدا من هذه القضية سياسيا. ومع ذلك، وبالعودة إلى التفاصيل، ما هي مهمة قوات الأمن داخل غزة؟ ونأمل أن تكون حفظ السلام، لأنه إذا كانت فرض السلام، فلن يرغب أي أحد في التعامل مع ذلك".

وتابع جلالة الملك قائلا في الإطار ذاته: "حفظ السلام يعني البقاء هناك لدعم الشرطة المحلية (الفلسطينيون)، فالأردن ومصر مستعدتان لتدريبهم بأعداد كبيرة، لكن هذا يتطلب وقتا. أما إذا كنا نتحرك في غزة بدوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في الانخراط فيه".

وسُئل جلالته "هل تثق بحماس عندما تقول إنها تقبل عدم المشاركة في المستقبل السياسي؟"، فأجاب قائلا: "لا أعرفهم شخصيا، لكن أولئك الذين يعملون معهم عن كثب، قطر ومصر، يشعرون بتفاؤل كبير أنهم سيلتزمون بذلك. إذا لم نحل هذه المشكلة، إذا لم نجد مستقبلا للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقات بين العالم العربي والإسلامي وإسرائيل، فنحن محكوم علينا بالهلاك".

وفي سؤال وجهه مراسل القناة لجلالته، فيما إذا كان الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين قد يزعزع استقرار الأردن، قال جلالة الملك: "أذكر أن والدي، في أواخر حياته، كان يقول: أريد السلام لأطفالي ولأطفالهم".

وتابع جلالته قائلا: "لدي حفيدتان، وهما تستحقان هذا السلام. ما أبشع أن تكبرا لتقولا الشيء نفسه الذي قاله والدي قبل سنوات!"

وتحدثت جلالة الملكة رانيا، خلال مقابلتها ضمن البرنامج، عن الأوضاع الخطيرة في غزة، متسائلة: "هل تتخيل ماذا يعني أن تكون والدا خلال العامين الماضيين؟ أن تشاهد أطفالك يعانون، ويتضورون جوعا، ويرتجفون من الخوف، وأنت عاجز تماما عن فعل أي شيء، وأن تعلم أن العالم كله يشاهد ولا يفعل شيئا".

وتابعت جلالة الملكة: "ذلك الكابوس هو كابوس أي والد، لكنه كان الواقع اليومي للفلسطينيين خلال العامين الماضيين".

وأضافت جلالتها في حديثها عن تبعات الحرب: "الأمر لا يتعلق فقط بالأرقام، بل بالوسائل التي استُخدمت، وبالتجريد من الإنسانية، وبحقيقة أن الطعام استُخدم كسلاح حرب. وبأن أشياء مثل الأدوية ومسكنات الألم والتخدير لم يُسمح بدخولها إلى الأراضي. لا يوجد أي مبرر لذلك".

وأشادت جلالة الملكة بالرئيس ترمب لجهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقالت: "لأكون منصفة، كان ترمب أول رئيس منذ فترة طويلة يمارس ضغطا فعليا على إسرائيل".

وأضافت جلالتها: "في السابق، عندما كانت (إسرائيل) تتجاوز الخطوط، كان الرئيس الأمريكي قد يكتفي ببضع كلمات التوبيخ أو مجرد تحذير بسيط. أما الرئيس ترمب فقد نجح فعلا في حمل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الموافقة لوقف إطلاق النار. وآمل أن يواصل الانخراط في هذه العملية، لأنه كما قلت، هذه مجرد خطوة أولى".

ولفتت جلالة الملكة إلى أن طريق إعادة إعمار غزة "سيكون طويلا وشاقا".

ويسرد الصحفي كين فكرة إجرائه البرنامج الوثائقي ومقابلته جلالة الملك وجلالة الملكة والتي جاءت عقب متابعته لطفلين مصابين خلال الحرب على غزة تم علاجهما في الأردن، وهما عبدالرحمن وحبيبة.

وتناول البرنامج مراحل علاج الطفلة حبيبة في الأردن، ولقاءها ووالدتها وشقيقها بجلالة الملك.

فحبيبة الطفلة جاءت من غزة برفقة والدتها وشقيقها بوضع صحي حرج، حسب ما تحدث به المشرفون من الكوادر الطبية على حالتها، في مقابلات ضمن البرنامج الوثائقي لقناة بي بي سي.

وتطرق البرنامج إلى حجم الدمار الذي لحق بغزة وأهلها، فضلا عن مساعي الأردن بقيادة جلالة الملك في حشد الجهود الدولية لوقف الحرب وتعزيز الاستجابة الإنسانية في القطاع.

وأبرز البرنامج جهود إرسال الأردن للمساعدات برا وجوا، وتعهُّد الأردن باستقبال ألفي طفل غزي للعلاج في مستشفياته، والتي كان قد تحدث بها جلالة الملك خلال لقائه مع الرئيس ترامب في شباط الماضي.

الوكيل المصدر: الوكيل
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا