آخر الأخبار

وزير الداخلية: أكبر فشل في طفولتي حين بعت المثلجات… وعملت بالكهرباء والتمديدات

شارك

سرايا - كشفت لجين الفراية، ابنة وزير الداخلية مازن الفراية، تفاصيل مؤثرة من طفولة والدها، رواها لها بنفسه، توضح جانبًا إنسانيًا من حياته المليئة بالكفاح والعمل المبكر لمساعدة عائلته في قريتهم آنذاك.

وقالت لجين، في منشور عبر "فيسبوك"، إن والدها الوزير أخبرها أنه عمل في طفولته بالكهرباء والتمديدات والتصليح داخل القرية، كما خاض تجربة بيع المثلجات، والتي وصفها بأنها كانت "أكبر لحظات فشله" في تلك المرحلة.

وروى الفراية أن والده اشترى له "تيرموس" ليبيع فيه المثلجات، وكان يحمل الملعقة النحاسية ويبيعها للأطفال مقابل قروش قليلة، وشعر بالفخر حينما باع كل ما لديه، لكنه ألقى الملعقة داخل التيرموس لتتحطم زجاجته الداخلية، فينهار المشروع الصغير وينهار معه حلم طفل ظن للحظة أنه سيجلب دخلًا إضافيًا لعائلته.

وأضافت لجين أن هذا الموقف أعاد إليها إدراك أن "آبائنا وأمهاتنا كانوا يومًا ما أطفالًا بأحلام وآمال وتطلعات"، مشيرةً إلى أن والدها لم ينكسر رغم التجربة، بل واصل مسيرته حتى أصبح قائدًا في خدمة وطنه وأهله، فيما كانت والدتها مثالًا للتضحية والاجتهاد في مسيرة التعليم ورعاية الأسرة.

واختتمت بالقول: "أتمنى أن يشعرا بالفخر بما قدّماه وأنجزاه، على الصعيد الشخصي والعائلي… شكرا ماما، شكرا بابا. أحبكما كثيرًا".


وتاليا ما كتبته لجين مازن الفراية:

ليلة أمس عرضت لوالدي مقطع فيديو نُشر كجزء من تريند "امشِ خطوة لو" والذي تُذكر فيه مواقف وفعاليات حياتية بسيطة، يتقدم فيها الأبناء بخطوات، ويبقى فيها الآباء في أماكنهم، لأنهم -على سبيل المثال لا الحصر- لم يحتفلوا بأعياد ميلادهم في طفولتهم كأبنائهم، ولم يناموا على أسرة طيلة فترة الطفولة، ولم يعيشوا ما يعيشه أبناؤهم اليوم.

كان أحد الأسئلة المطروحة في المقطع الذي عرضته "تقدم خطوة لو اضطررت للعمل في صغرك لمساعدة والديك" فلم يتقدم حينها إلا الأب، ما جعل الأبناء ينهارون بكاءً مدركين صعوبة ما عاشه والدهم في صغره..

شعرت بأبي يتأثر بالمقطع، وسألته هل فعلا اضطررت للعمل في صغرك لمساعدة جدي -رحمه الله- فسرد لي من ذكرياته أنه عمل في الكهرباء والتمديد والتصليح في القرية، وأنه لا يستطيع نسيان ما وصفه بـ"أكبر لحظات فشله" عندما اشترى له والده "تيرموس" ليبيع فيها المثلجات في القرية، وكم كان تواقًا للنجاح والعمل وبدء الإنجاز في هذا المشروع الصغير.

مازن الطفل كان يأخذ الملعقة النحاسية ويملأوها مما لديه من مثلجات ويبيع المثلجات ببضعة قروش. كان كل شيء ناجحا، وبدا لمازن أن الأمور تسير كلها كما خطط لها، إلى أن أنهى مازن بيع محتويات التيرموس، ورمى الملعقة بفخر داخل التيرموس، حتى ينكسر الزجاج الذي كان المادة التي شكلت سياج المثلجات حتى تبقى باردة.. والتي لم يكن ذاك الطفل يعلم أساسًا بأنها زجاج هش. مع تحطم الزجاج، تحطم حلم طفل ظن للحظة بأن هذا المشروع هو ما سيدر دخلا إضافيا إلى المنزل الصغير الذي كان يسكنه رفقة أهله.

لم يتحدث أبي عن شعوره كثيرا، ولكنني فهمته، فأنا أعرف معنى الطموح والحلم والأمل بأصغر وأبسط الأشياء، وكم أكره شعور الفشل والانكسار.

بعيدا عن كل شيء.. عن أن مازن الطفل لم ينكسر، عن أن مازن شق الصخر طفلا، ورجلا، عما هو مازن اليوم كأب وإنسان ورجل.. أحيانًا ننسى بأن والدينا كانا يوما ما أطفالا، بأحلام وآمال وتوقعات، بعضها خاب وبعضها قد يكون تحقق بشكل آخر، أو رُسم له نهاية أخرى.

أحيانًا ننسى -أو ربما أنسى- بأن أمي ما زالت تلك الفتاة التي حملت أحلاما كثيرة بما قد تكون عليه حياتها ثم أفنت شبابها بالاهتمام بي وبأخوتي، وعملت في التعليم طويلا ولم أرها يوما تحظى بالراحة بين المدرسة والمنزل والمشي لمسافات حتى تتسوق ما نحتاجه في نهاية كل شهر ثم العودة للمنزل مرهقة ومتعبة لكن يحرّكها دافع نجاح هذه العائلة. ربما أنسى أن أبي أيضا ما زال ذلك الشاب الذي كانت كرة القدم جزء كبير من حياته حاله كحال شباب اليوم، وبلا معلومة لدي لكني متأكدة بأنه حلم بالنجومية فيها.. ثم أفنى حياته بين صحراء وأخرى، كتيبة وأخرى، في خدمة وطن وأهل.. يغيب أسبوعا ولا نراه إلا 48 ساعة.. وتخلى عن جزء كبير من أحلامه في مسار رحلته، أو بدّل أحلامه حتى تتماشى مع حياة العائلة، ومع مستقبلها.

أعلم جيدًا أنهما في رضى تام الآن والحمدلله.. وأنهما لا يتكبران على قضاء الله أبدًا. نحن في أفضل حال.

أتمنى وأرجو أن يشعرا بالفخر، بما قدّماه وما أنجزاه، على الصعيد الشخصي، تلك المعلمة الطموحة الذكية المحبوبة بصدق، وذلك القائد الفذ الذكي الذي أتطلع إليه كل يوم.

وأتمنى أن يشعرا بالفخر، بما قدّماه لأطفال كبروا شاكرين حامدين للعيش في بيئة صنعت منهم ما هم عليه اليوم.

شكرا ماما، شكرا بابا. أحبكما كثيرًا.


سرايا المصدر: سرايا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا