آخر الأخبار

هجوم غير مبرر على التلفزيون الأردني يجب ان يتوقف

شارك
الوكيل الإخباري- في خضم النقاشات الأخيرة حول إنتاج مسلسل تلفزيوني بتكلفة ٤٨٠ ألف دينار، نلاحظ أن هناك جدلًا واسعًا حول هذه التكلفة، مع خروج بعض الأصوات التي تنتقد هذا المبلغ. لكن، من المهم أن نأخذ لحظة لنقدّر الجهود التي يبذلها التلفزيون الأردني في سبيل تطوير الصناعة الفنية في المملكة، وعدم الانجرار وراء انتقادات قد لا تكون موضوعية.


التلفزيون الأردني، ومن خلال استثمار هذا المبلغ "بالرغم من انه متواضع للذي يعرف حجم ما يُصرف على الانتاجات الفنية"، يسعى بوضوح إلى تنويع الإنتاج الفني ودعم المبدعين الشباب، الذين يشكلون مستقبل الفن في الأردن. فالممثل الشاب يزن النوباني، على سبيل المثال، حقق ملايين المشاهدات على منصات السوشال ميديا. وهذا النموذج يثبت أن التلفزيون الأردني يفتح أبوابه للمواهب الجديدة التي تستحق الدعم والتشجيع، عكس ما يروج له البعض عن قلة الاهتمام بالمبدعين المحليين.

من غير الممكن تجاهل أن التلفزيون الأردني بدأ يتخذ خطوات ملموسة نحو تحديث أسلوب إنتاجه. فالأعمال الفنية اليوم تتطلب تضافر جهود جديدة، وفتح الأفق أمام أفكار مختلفة. وتظهر هذه الجهود في محاولة إشراك وجوه شابة جديدة وجعلها جزءًا من هذه التحولات التي تقود التلفزيون الأردني نحو المستقبل خصوصاً وان فنانين شبان اردنيين وصلت افلام من بطولتهم او شاركوا بها الى اهم المهرجانات العالمية السينمائية والاولى ان نستثمر فنهم في دفع عجلة الانتاج الفني الاردني من جديد .

على الرغم من بعض الانتقادات التي توجه للتلفزيون الأردني، فإن حقيقة أن هذه الاستثمارات تأتي في وقت يعاني فيه القطاع الفني من تحديات كبيرة على مستوى الإنتاج والإيرادات، هو أمر يجب أن يُحترم. التكلفة لا تقتصر فقط على الأجور، بل تشمل أيضًا استثمارًا حقيقيًا في تكنولوجيا جديدة، أساليب حديثة في المونتاج والإخراج، وابتكار محتوى يواكب تطلعات الجمهور.

لنكن صريحين، فقد شهدت السنوات الماضية إنتاج أعمال درامية أُنفقت عليها مبالغ مضاعفة عمّا يجري الحديث عنه اليوم، لكنها لم تحقق النجاح المرجو ولم تدرّ أي عائد مالي على التلفزيون، بل شكّلت عبئاً وخسارة. واليوم، ومع بدء التلفزيون الأردني اتباع نهج جديد في الإنتاج، يجري الهجوم على الفكرة حتى قبل أن ترى النور، ما يطرح تساؤلاً جوهرياً: كيف يمكن أن نتحدث عن تطوير الدراما الأردنية بينما نواجه التجديد بالرفض منذ بدايته؟

من المهم الإشارة هنا إلى أن المبلغ المذكور ليس أجراً لشخص واحد كما يُشاع، بل لكامل تكاليف إنتاج العمل من أجور ممثلين، وتصوير، ومعدات، وجهود إنتاجية متكاملة.

المطلوب اليوم ليس مهاجمة الطاقات الشابة في أي قطاع، بل دعمها وتمكينها، انسجاماً مع الرسائل المتكررة التي تشدد على تسويق الإبداع وتشجيع التطوير. فكل إنتاج درامي أو فني يمثل فرصة لتحريك عجلة الاقتصاد وتنشيط قطاعات متعددة. ولنا في التجارب العالمية التي استقطبها الأردن خلال السنوات الماضية مثال واضح، إذ أنعشت هذه الأعمال قطاعات واسعة وروّجت للمواقع السياحية الأردنية على نحو لافت، ما انعكس إيجاباً على صورة المملكة واقتصادها.

الحديث عن دمج الفنانين الشباب، الكهول، وحتى الأطفال في الأعمال الفنية ليس جديدًا، بل هو توجه يعكس روح الإبداع والتنوع الذي يجب أن يكون جزءًا من أي عمل فني ناجح. فالفن لا يجب أن يكون محصورًا في فئة معينة من الفنانين أو في قوالب محددة. بل يجب أن يعكس الحياة بجميع أطيافها وأعمارها. وهذه هي الخطوة التي يسعى التلفزيون الأردني لتحقيقها.

المنتجات الفنية الجديدة ليست فقط فرصة للإبداع الفني، بل تمثل أيضًا فرصة للتلفزيون الأردني لتحقيق دخل مالي أكبر. من خلال تقديم أعمال مختلفة يمكن تجذب الجمهور المحلي والدولي، ويؤمن مصادر دخل جديدة من الإعلانات والتوزيع على منصات أخرى، وهو ما يسهم في تعزيز الاستدامة المالية لهذا القطاع الهام.

خلاصة القول ان الهجوم على التلفزيون الأردني بسبب استثماره في تنويع الإنتاج الفني هو انتقاد غير مبرر. بل يجب علينا دعم هذه الجهود وتفهم التحديات التي يواجهها القطاع الفني في الأردن. هذه المبادرات هي بداية لتحولات كبيرة قد تعود بالفائدة على الفن الأردني. فالتغيير هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح والازدهار، والتلفزيون الأردني يستحق الدعم والتشجيع في سعيه لتحقيق هذا الهدف.
الوكيل المصدر: الوكيل
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا