سرايا - قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنّ عمليات الرصد التي تقوم بها المفوضية مع اللاجئين السوريين تكشف عن استمرار تخوفهم من العودة لبلادهم، لأسباب تتعلّق بانخفاض المساعدات الإنسانية، والوضع الأمني في سورية.
وبحسب المفوضية فإنّ اللاجئين واصلوا الإبلاغ عن أنّ "أقاربهم في سورية ينصحونهم بتأجيل عودتهم حتى تتحسن الأوضاع في سورية".
وأكدت بأنّ بعض اللاجئين يأملون في العودة بعد نهاية العام الدراسي، بينما يتبنى كثيرون آخرون نهج "الانتظار والترقب".
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه المفوضية أنّ عدد اللاجئين السوريين في الأردن الذين عادوا إلى بلادهم منذ 8 كانون الأول "ديسمبر"، وحتى 12 نيسان "أبريل"، وصل لحوالي 56 ألف مسجل لدى المفوضية.
وبحسب المفوضية فقد ارتفع متوسط العدد اليومي للاجئين العائدين منذ نهاية شهر رمضان. وفي الفترة من 6 إلى 12من الشهر الحالي، عبر ما معدله 370 لاجئًا الحدود يوميًا، مقارنةً بـ 200 لاجئ في الأسبوع السابق.
وظلت التركيبة السكانية للعائدين دون تغيير لحد كبير عن الأسابيع السابقة، حيث مثلت النساء والفتيات حوالي
45 % من إجمالي اللاجئين العائدين. ومثل الأطفال حوالي 41 %، وشكل الرجال في سن التجنيد (18-40 عامًا) حوالي 23 % من إجمالي العائدين. وما تزال الغالبية العظمى من اللاجئين تعود من المجتمعات المضيفة، وخاصة من عمان وإربد.
وذكرت المفوضية أنّها في الفترة من 15 إلى 17 من الشهر الحالي، سهّلت نقل ما يقرب من 190 لاجئًا.
ومنذ انطلاق المشروع التجريبي للنقل في 20 يناير "كانون الثاني" الماضي، دعمت المفوضية ما يقرب من 1670 لاجئًا للعودة إلى سورية.
تنسيق عملية المغادرة
وبحسب المفوضية فإنه وقبل المغادرة، تُجرى مقابلات شخصية لضمان أن تكون العودة طوعية ومستنيرة، مع تقديم المشورة والمعلومات حول الخدمات المتاحة داخل سورية.
ويتم تنسيق عملية العودة بشكل وثيق مع عمليات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية لدعم اللاجئين عند وصولهم إلى وجهتهم النهائية.
وحتى الـ17 من الشهر الحالي، قدّرت المفوضية عدد الذين عبروا الحدود عائدين إلى سورية عبر الدول المجاورة بحوالي 437,226 سوريا منذ 8 كانون الأول "ديسمبر" الماضي.
وحتى الـ10 من الشهر الحالي، عاد 1.05 مليون نازح داخلي إلى ديارهم، من بينهم 188,121 عائدًا من مواقع النازحين منذ أوائل كانون الأول "ديسمبر" الماضي، وفقًا لأحدث بيانات فرقة العمل المعنية بالنازحين.
وما تزال الأعمال العدائية في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة السورية التي وقعت أوائل آذار "مارس" الماضي تُسبب نزوحًا للسكان إلى محافظتي الشمال وعكار في شمال لبنان، حيث وصل عدد النازحين إلى 33,928 شخصًا.
وحتى الآن، تلقت 22 قرية من أصل 27 قرية مستهدفة في عكار مساعدات طارئة للحماية والمأوى ومواد الإغاثة الأساسية، مُغطِّيةً بذلك أكثر من 85 % من السكان المستهدفين.
ويشار هنا إلى أنّ المفوضية كانت قد تلقت تمويلاً من المجتمع الدولي يقدر بحوالي 23.5 مليون دولار منذ بداية العام وحتى نهاية شباط "فبراير" الماضي لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة والنازحين داخل سورية للعودة الطوعية إلى بلادهم.
ويشكل هذا التمويل 6 % فقط من متطلبات التمويل التي تحتاجها المفوضية لتأمين العودة الطوعية للاجئين والنازحين السوريين والتي قدرتها بحوالي 371 مليون دولار، وهي تشمل متطلبات تمويل عودة اللاجئين السوريين في "مصر والعراق والأردن ولبنان وسورية وتركيا".
وكانت المفوضية قد قدرت حجم التمويل المطلوب لهذه الغاية بحوالي 371 مليون دولار، منها 22 مليون دولار لاستهداف عودة السوريين في الأردن.
أمّا حجم التمويل الذي حصلت عليه المفوضية من المجتمع الدولي لدعم عمليات المفوضية داخل المملكة فقد بلغ للربع الأول من العام حوالي 72.5 مليون دولار وذلك من أصل متطلبات التمويل التي قدرتها المفوضية في وقت سابق بـ372.8 مليون دولار، للعام الحالي، وهو ما يشكل 19 % من حجم التمويل.
الغد