آخر الأخبار

ماذا يعني تهديد ترامب لحماس؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الجمعة- إنذارا نهائيا حازما ل حركة حماس للرد على خطته للسلام في غزة ، قائلا إنه إذا لم توافق الحركة على الاقتراح بحلول الساعة 6 مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة من يوم الأحد، "فسيكون الجحيم، كما لم يسبق لأحد أن شهده".

وتشمل خطة ترامب 20 بندا تتضمن شروطا سبق أن رفضتها حركة حماس في جولات التفاوض السابقة لوقف إطلاق النار، وقد دعا عدد من المراقبين الأميركيين الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك إلى إيضاح أن هذه الخطة تمثل الخيار الأمثل لإنهاء الحرب، وأنها تطرح بديلا يقوم على العفو والمغادرة لقيادات الحركة.

ورأى مراقبون أميركيون -في حديثهم للجزيرة نت- أن موقف حماس الرافض لخطة ترامب لا يزال قائما، غير أن الحركة باتت اليوم أكثر عزلة بكثير مقارنة بما كانت عليه قبل أسبوع فقط، وتتعرض لضغوط غير مسبوقة من دول عربية وإسلامية، إضافة إلى عواصم دولية، فضلا عن المدنيين الفلسطينيين في غزة، لدفعها نحو القبول الفوري بالخطة.

تهديدات ترامب

وسبق أن أصدرت إدارة الرئيس ترامب تحذيرات نارية لحركة حماس في عدة مناسبات خلال الأشهر السابقة كوسيلة للضغط على الحركة للتوصل إلى اتفاق، ففي فبراير/شباط الماضي، هدد ترامب حماس بالجحيم إذا لم تفرج عن "الرهائن"، وفي مارس/آذار الماضي، هدد ستيف ويتكوف ، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، بالقول إن فشل الحركة في إطلاق سراح "الرهائن" سيؤدي إلى مزيد من الأعمال العسكرية الإسرائيلية.

وينتظر ترامب منذ الاثنين الماضي سماع رد حماس على الخطة المكونة من 20 نقطة، التي اعتبر الرئيس الأميركي يوم إعلانها أنه "أحد أعظم الأيام على الإطلاق في الحضارة"، وقال ترامب بعد يوم من الإعلان إنه سيمهل حماس 3 أو 4 أيام للرد، وحتى الآن، لم تقدم حماس إجابة نهائية.

وفي تغريدة على موقعه تروث سوشيال، بدا أن صبر ترامب ينفد، وأنه يرغب في تلقي رد حماس بشدة، في وقت تتعمق فيه أزمة الإغلاق الحكومي الفدرالي المحلية، وتتعقد فرص التوصل لوقف القتال بين روسيا و أوكرانيا .

إعلان

وقال ترامب في تغريدته "يجب التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول مساء الأحد الساعة السادسة مساء بتوقيت واشنطن العاصمة، لقد وقّعت كل دولة! إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الفرصة الأخيرة هذا، فإن كل الجحيم، كما لم يره أحد من قبل، سيندلع ضد حماس، سيكون هناك سلام في الشرق الأوسط بطريقة أو بأخرى".

مصدر الصورة خطة ترامب للسلام أيدتها دول عربية وأخرى تحفظت كتركيا وباكستان (الجزيرة)

الدواء المر

وتتجاوز خطة ترامب عديدا من الخطوط الحمر التي أعلنتها حماس سابقا، بما في ذلك تسليم الحركة أسلحتها، ومنعها من المشاركة في الحكم المستقبلي لغزة، وترك حكم غزة لجهات غير فلسطينية، دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل أراضي القطاع.

من جانبه، أشار ولفغانغ بوستزتاي، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية، إلى أن "خطة ترامب تعد دواء مرا، ليس فقط لحركة حماس، بل أيضا للحكومة الإسرائيلية"، موضحا في حديثه للجزيرة نت: "ألقوا نظرة على تصريحات وزيري المالية والداخلية اليمينيين في الحكومة الإسرائيلية".

وأضاف "سيعتمد نجاح الخطة على الرئيس دونالد ترامب، فحسبما يظهر بوضوح تم إيقاف الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران في نهاية حرب الـ12 يوما بعد مكالمة ترامب الهاتفية، كما اعتذر بنيامين نتنياهو -المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في غزة- لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، فإنه من المؤكد أن لترامب القدرة على إجبار إسرائيل على القيام بأشياء معينة".

في حين ذكر ستيفن هايدمان -رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية، والخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" بواشنطن- أن "الخطة طموحة، ولكنها تحتوي على عيوب هيكلية تقلل بشكل كبير من احتمالات نجاحها، والأهم من ذلك، أنه لا يتضمن ضمانات ذات مغزى للتقدم نحو دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

وأشار الخبير ذاته إلى أن دول الخليج و مصر يائسة لإنهاء الصراع في غزة، وربما يكفي دفعها إلى قبول هذه الخطة ودعمها على الرغم من عيوبها، مستدركا أن "غياب أي رؤية جادة لمستقبل فلسطين يدفعني إلى الاعتقاد بأن الخطة غير مستدامة".

من جانبه، أشار جو تروزمان الخبير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن -وهي جهة بحثية قريبة تتبنى المواقف الإسرائيلية- أن حركة حماس تستعد لرفض خطة ترامب لإنهاء حرب غزة، وقال تروزمان في تعليق على موقع المؤسسة "حتى مع التأييد الساحق لخطة وقف إطلاق النار، ألقت حماس بظلال من الشك على العرض".



أين الدور العربي؟

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار البروفيسور ستيف هايدمان إلى أنه "غير واضح إذا ما كانت الولايات المتحدة ستصبح السلطة الحاكمة في غزة بموجب اقتراح ترامب". وأضاف أنه إذا تم ذلك، سيخلق شكوكا في شرعيته، وإذا فعل ذلك بدعم من الحكومات الإقليمية وعدد من الحكومات الغربية، فقد يحظى الأمر على الأقل ببعض الشرعية للسلطة الحاكمة.

إعلان

وعن غموض آلية تنفيذ الخطة على أرض الواقع، قال هايدمان إن "غموض الخطة حول تشكيل وطريقة عمل قوات للإشراف على التنفيذ، ليس من قبيل الصدفة، ولكنه يعكس عدم وجود أي التزامات حتى الآن من الجهات الفاعلة الإقليمية بتوفير القوات لدعمها".

في حين اعتبر بوستزتاي، أنه على الجانب الآخر، "سيعتمد نجاح خطة السلام على ضغط القادة العرب المؤثرين، لا سيما من قطر و المملكة العربية السعودية ، وكذلك من تركيا ، ومن المؤكد أن لديهم القدرة على إقناع حماس بقبول خطة ترامب، وإذا فعلوا ذلك، فسيكون هناك فائزان، سكان غزة الفلسطينيون، والرهائن الإسرائيليون".

وفي حديثه للجزيرة نت، استشهد الخبير بوستنزتاي بتجربة البوسنة والهرسك ، وقال إن "هناك سابقة ناجحة للغاية للإشراف الدولي على اتفاق سلام، حيث كان هناك ممثل سامٍ للبوسنة والهرسك، ومجلس تنفيذ السلام".

وأضاف "في الواقع، تم منح هؤلاء سلطات واسعة، فيما سميت (سلطات بون)، وقد صممت هذه التدابير لضمان التنفيذ الفعال لاتفاق دايتون للسلام، الذي أنهى حرب البوسنة في عام 1995".

وفي ختام حديثه، أشار البروفيسور هايدمان إلى أنه من الضروري الوضع في الاعتبار أن "دبلوماسية ترامب غالبا ما تكون لكسب الانتباه"، وقدم مثالا بالاجتماع مع الرئيس بوتين في ألاسكا ، الذي وصف بأنه نجاح كبير، لكنه لم يسفر عن شيء.

وتوقع أنه بغض النظر عما قد تفعله حماس، سيجد نتنياهو أسبابا لمواصلة العمليات العسكرية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا