حمص- إلى الشرق من حمص ، وبين 3 قرى (الأوراس ومسكنة وغزالة) توجد كتيبة الدفاع الجوي السوري التي طالتها غارات إسرائيلية متعددة، الليلة الماضية، خلّفت دمارا وأضرارا مادية، وأضيفت إلى سجل من الهجمات على الأراضي السورية.
وقوبل القصف الإسرائيلي بإدانة شديدة من وزارة الخارجية في الجمهورية العربية السورية، التي قالت إن الغارات الإسرائيلية تمثل خرقا صارخا لسيادة سوريا وتهدد أمنها واستقرارها الإقليمي، من خلال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية منذ سقوط نظام بشار الأسد نهاية عام 2024.
وفي هذا السياق، حصلت الجزيرة نت على معلومات حصرية تفيد بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت مقر كتيبة الدفاع الجوي الفارغ أصلا من أية معدات عسكرية ثقيلة تستخدم في الدفاع الجوي بعد نقلها من قبل النظام السابق قُبيل سقوطه، عقب القصف الإسرائيلي الذي استهدف عدة مواقع عسكرية في محافظة حمص قبل سقوط النظام.
وقال مصدر مطّلع للجزيرة نت، إن القصف المباشر اليوم هو رسالة سياسية أكثر من كونه استهدافا لآليات ومعدات عسكرية في الدفاع الجوي.
وقال المصدر إن عناصر وإمكانيات الكتيبة غير موجودة "لأن النظام البائد نقل قسما كبيرا منها في سنوات الحرب وأكمل نقل المعدات الباقية عقب خروج حلب عن سيطرته وبدء تمدد قوات ردع العدوان باتجاه الجنوب".
وأضاف أن القصف الإسرائيلي جاء بعد اجتماع قائد القوى الجوية السوري مع نضيره التركي في تركيا، ليكون رسالة واضحة بأن القصف هو عبارة عن "تهديد بحظر تشكيل أية قوة مستقبلية ممكن أن تهدد إسرائيل".
وتزامن القصف مع لقاء رسمي بين قائد القوى الجوية في الجيش السوري العميد عاصم هواري برئيس الأركان التركي الفريق سلجوق بيرقدار أوغلو ، وقائد القوات الجوية التركي الفريق ضياء جمال قاضي أوغلو في العاصمة أنقرة .
من ناحية أخرى، قال مصدر قريب من الموقع المستهدف، إن القصف كان مركّزا على داخل الكتيبة بشكل مباشر وأدى لأضرار مادية بالبنية الأساسية داخل المبنى دون وقوع إصابات بشرية مدنية أو عسكرية في المكان "الذي يعد شبه فارغ".
وأضاف المصدر أن الموقع لا يوجد فيه أية آليات عسكرية كبيرة كما كانت سابقا لأن النظام السابق نقل المعدات المخصصة لكتيبة الدفاع الجوي عبر سنوات الحرب.
وأشار إلى أن هذه الكتيبة حولها نظام الأسد إلى تجمع آليات عسكرية ومدافع لقصف أرياف وأحياء حمص خلال سنوات الثورة السورية، وأصبحت قطعة عسكرية أكثر من كونها كتيبة دفاع جوي.
بعد دعوة رسمية من قيادة القوات الجوية التركية، التقى قائد القوى الجوية في الجيش العربي السوري العميد عاصم هواري، برئيس أركان الجيش التركي الفريق سلجوق بيرقدار أوغلو، وبقائد القوات الجوية التركية الفريق ضياء جمال قاضي أوغلو، وذلك في العاصمة التركية أنقرة. pic.twitter.com/qoBXEDNpci
— وزارة الدفاع السورية (@Sy_Defense) September 9, 2025
وأدانت وزارة الخارجية السورية، في بيان رسمي، القصف الإسرائيلي، وقالت إن العدوان الجوي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدف عدة مواقع في محافظتي حمص واللاذقية، في انتهاك فاضح للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
وأضافت أن هذه الانتهاكات تمثل أيضا خرقا صارخا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وتهديدا مباشرا لأمنها واستقرارها الإقليمي، وتندرج ضمن سلسلة التصعيد التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية. وعبّر البيان عن الرفض القاطع لأية محاولة للنيل من سيادة سوريا أو المساس بأمنها الوطني.
ودعت الخارجية السورية المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف واضح وحازم يضع حدا للاعتداءات المتكررة، ويضمن احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها.
وكانت إسرائيل قد شنت في أبريل/نيسان عام 2023، 3 غارات جوية على عدة مواقع في محافظة حمص، وكذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حيث قصفت قاعدة "شعيرات" الجوية جنوبي حمص، وفي يونيو/حزيران عام 2019 قصف الاحتلال الإسرائيلي قاعدة "تي فور" (T4) شرقي حمص أيضا.