من الكاريبي إلى بكين وبيونغيانغ، ترسم مقالات الصحف البريطانية صورة لعالم مضطرب؛ حرب دونالد ترامب على المخدرات تتحول إلى مسرحية سياسية مثيرة للجدل، وصواريخ الصين "الفائقة" التي رُوّج لها ليست إلا أسلحة تقليدية بوجه جديد، فيما تسرق ابنة كيم جونغ أون الأضواء كخليفة محتملة لدولة نووية.
ونبدأ من صحيفة الغارديان البريطانية التي تناولت في افتتاحيتها، الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تجارة المخدرات، "وعزمه معاقبة فنزويلا بحجة تورطها في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة".
وقالت الصحيفة إن الهجوم الأمريكي على القارب السريع، الذي يُزعم أنه يحمل تجار مخدرات فنزويليين، "ربما يكون استعراضاً، لكنه يشكل سابقة مخيفة".
وأشارت الافتتاحية إلى أنه قبل أكثر من 50 عاماً، شن الرئيس الأمريكي آنذاك، ريتشارد نيكسون، "حرباً على المخدرات"، وانتهت بانتصار المخدرات. والآن، ما يقوم به ترامب هو تحويل "تجربة فاشلة إلى واقع أسوأ".
وتشرح الصحيفة أن البداية كانت عندما زعم ترامب، أن الجيش قتل 11 تاجر مخدرات من فنزويلا، ونشر لقطات للهجوم الذي قال مسؤولون أمريكيون إنه وقع على متن زورق سريع في المياه الدولية في البحر الكاريبي.
وترى الصحيفة أن الإدارة الأمريكية "لم تُقدّم أي دليل على ادعائها بأن القارب كان يحمل أعضاء من عصابة ترين دي أراغوا، أو مخدرات، وقدّمت رواياتٍ متضاربة عن وجهته. كما حذّرت من أن هناك المزيد من الضربات مستقبلاً".
وتطرقت الصحيفة إلى قول وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، "إن اعتراض القوارب لم يُحدّ من مشكلة المخدرات: ما سيوقفها هو تفجير القوارب".
وتبين الصحيفة أنه مع قيام السفن الحربية الأمريكية بدوريات على سواحل فنزويلا، وإرسال طائرات مقاتلة من طراز إف 35 إلى بورتوريكو، يخشى البعض أن يكون هذا ذريعة لتدخل "كارثي"، كما حذر رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.
وتشير الصحيفة إلى أن واشنطن تأمل أن تدفع تحركاتها العسكرية أعضاء في نظام مادورو إلى عزله، أو قد يقرر مادورو نفسه "الهرب من البلاد"، وقد عرضت بالفعل مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وتقول الصحيفة إن ما يجري بين ترامب ومادورو، قد يكون مجرد "مسرحية سياسية"، حيث يتظاهر كل منهما بـ "الدفاع عن قواعده".
وأضافت الغارديان إن هذه الحملة إذا كانت تستهدف تجارة المخدرات حقاً، فهي "خطيرة ومضللة"، مثل إعادة تسمية وزارة الدفاع بـ"وزارة الحرب"، "وتُشير إلى شغف ترامب بالاستعراضات الذكورية، كما أنها تُرسي سابقة لشن ضربات عسكرية على من تشاء، دون موافقة الكونغرس أو تفويض من الأمم المتحدة، لمجرد إعلانها أنها "في حالة حرب".
واختتمت الصحيفة المقال بأنه على ترامب إذا أراد مواجهة تهريب المخدرات، أن يتعامل مع أسباب الطلب عليها، أي معالجة الظروف التي أدت إلى نشوء هذه الأزمة، بالإضافة إلى الإدمان المتفشي، وسيكون اتخاذ إجراءات مُحدّدة الأهداف وعرقلة التمويل أكثر فعالية من قتل أعضاء العصابات.
والأهم من ذلك، بحسب الصحيفة، "ضرورة وقف تدفق الأسلحة الأمريكية، التي أدّت إلى تأجيج العنف في المكسيك وأماكن أخرى".
نشرت صحيفة التليغراف البريطانية، مقالاً لخبير الصواريخ في البحرية البريطانية، توم شارب، الذي علق على الأسلحة التي استعرضتها الصين في العرض العسكري الأخير، وركز المقال على الصواريخ الجديدة فائقة السرعة "واى جية-17" المضاد للسفن، أو التي يطلق عليها "قاتلة السفن".
وقال في مقاله "إنه على الرغم من المبالغة في قدرات هذه الصواريخ، إلا أن هذه الأسلحة ليست ثورية".
وأضاف شارب أن مصطلح "قاتل السفن غير دقيق لتمييز صاروخ بعينه"، فكل سلاح تقريباً في البحرية هو قاتل سفن: الطوربيدات الثقيلة، والصواريخ من سفينة إلى سفينة، ومثيلاتها التي تُطلق من الشاطئ، والصواريخ جو-أرض، وحتى المدفع الرئيسي للسفن في الظروف الجوية الجيدة، هذه كلها "قاتلات سفن".
وأوضح الكاتب "أن الطوربيدات استُخدمت منذ 1878، خلال الحرب الروسية التركية. وهي أكثر خطورة بكثير، وتمتلك قدرات هجومية لصالح المهاجم أكثر من الصاروخ، بغض الطرف عن سرعته".
وحذر الخبير البريطاني في مقاله من عدة نقاط ضعف للصواريخ البحرية:
"أولاً: هذه الصواريخ قابلة للتتبع حتى قبل إطلاقها. ربما لا يكون الأمر سهلاً دائماً، وهو ما ثبت في حالة الصواريخ التي يُطلقها الحوثيون من اليمن، لكنه ممكن.
ثانياً، يمكن التصدي للصواريخ بعد إطلاقها. لكن الأمر ربما يكون صعباً للصواريخ فائقة السرعة، سرعتها خمسة ماخ أو أعلى، فمثلاً إذا كنت على بُعد 100 ميل بحري من موقع إطلاق الصاروخ الصيني الجديد بسرعته 8 ماخ ، فسيكون لديك دقيقة وثماني ثوان قبل أن يصيبك.
ثالثاً: الصواريخ التي تنطلق بسرعة تفوق سرعة الصوت تُولّد مخروطاً بلازمياً حولها، ما يعني أنها لا تستطيع التواصل أو استخدام أجهزة الاستشعار، ما يعني أنها لا تستطيع ضرب هدف بدقة، ولا يمكنها إصابة هدف متحرك مثل السفينة على الإطلاق".
وينهي الكاتب مقاله قائلاً "لهذا السبب يبدو أن الصواريخ الروسية التي تفوق سرعة الصوت المستخدمة في أوكرانيا تتباطأ عند اقترابها من منطقة الهدف، مما يعني أنها أسهل في الإصابة، ونجحت منظومة باتريوت الاعتراضية الأمريكية في صد اثنين من أسلحة بوتين الخارقة التي يُفترض أنها لا يمكن إيقافها، وهما كيندال وتسيركون.
ونقرأ في صحيفة ديلي ميل البريطانية، مقالاً للصحفي توم ليونارد، تطرق فيه إلى صعود ابنة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وتساءل "كيف يقوم الزعيم بإعداد ابنته، التي ترتدي ملابس فاخرة من ماركة عالمية شهيرة، لتصبح المراهقة الأكثر خطورة في العالم؟".
وقال الصحفي ليونرد في مقاله إن أكثر ما لفت الانتباه في الصين بعد العرض العسكري، كان ظهور فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، ترتدي بدلة بحرية أنيقة، وشعرها مربوط على شكل قوس، تسير خلف والدها زعيم كوريا الشمالية، وتحضر معه لقاءً جمع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إنها كيم جو-آي، الابنة الوحيدة المؤكدة لكيم، "ويقول المراقبون إن اصطحاب زعيم كوري شمالي لأحد أبنائه في زيارة رسمية خارجية، وخاصة إلى الصين، يُعد أمراً غير مسبوق".
ويشير المراقبون إلى أن الكوريين الشماليين، الذين "غُسلت أدمغتهم" وفقاً للمقال، يعتقدون أن سلالة كيم مقدسة. لذلك، فإن ظهور الفتاة في الصور "يُعد رسالة واضحة مفادها أن جو-آي ستصبح رابع حاكم للبلاد من عائلة كيم، منذ تأسيس الدولة على يد جدها الأكبر كيم إيل سونغ عام 1948".
ولفت التقرير إلى "تردّي الحالة الصحية للزعيم الحالي، البالغ من العمر 41 عاماً، حيث يُوصف بأنه سمين، مدمن على الكحول، ومدخن شره، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري. وقد كاد أن يُقتل بسبب جائحة كورونا، ما يعزز التوقعات بأنه قد لا يمر وقت طويل قبل أن تتولى هذه الفتاة ذات الوجه البشوش قيادة دولة مارقة مسلحة نووياً".
وينقل كاتب المقال عن خبراء خبراء الشؤون الكورية قولهم "إنه من الواضح أن جو-آي خضعت لتدريب مكثف. فقد تغيّر كل شيء، من ملابسها إلى طريقة تصفيقها، منذ ظهورها العلني الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حين ظهرت ممسكة بيد والدها أمام صاروخ باليستي عابر للقارات".
ويستطرد الكاتب في بسط الدلائل قائلاً، "شوهد جنرال كوري شمالي كبير راكعاً ليهمس في أذنها خلال عرض عسكري، وهو تصرف لا يُظهر إلا تجاه الزعيم نفسه، ما يدل على مكانتها المتصاعدة".
ويضيف "كما تغيّرت ملابسها لتصبح بدلات داكنة ومعاطف جلدية مزينة بالفرو، على غرار ما يرتديه والدها. وتوقفت وسائل الإعلام الرسمية عن وصفها بـ"الابنة المحبوبة"، لتتحول إلى "الابنة المحترمة"، وهو توصيف يُستخدم عادةً للقيادات العليا".
ويبين الكاتب أنه في أواخر 2023، نشرت وسائل الإعلام صورة لها في المقدمة ووالدها خلفها، "في مشهد اعتُبر بمثابة إعلان رمزي عن إعدادها للقيادة، وأثار صدمة ثقافية في مجتمع كوريا الشمالية الأبوي".
ويسلط الكاتب الضوء على "استمرار الشكوك حول ما إذا كانت ستتولى الحكم فعلاً خلفاً لوالدها، وسط حديث عن محاولة النظام تحسين صورته أو وجود خليفة آخر محتمل، ربما شقيق سري للزعيم، إلا أن العرض العسكري الأخير كان دليلاً قوياً على أن جو-آي هي الشخصية المُختارة".
وينهي الكاتب بالقول إنه حتى الآن، لا يزال الغموض يحيط بالموقف." فالعمر الدقيق للفتاة غير معروف، كما لا توجد معلومات مؤكدة عن وجود أبناء آخرين للزعيم. وتعتقد أجهزة الاستخبارات في كوريا الجنوبية أن لديها شقيقاً واحداً على الأقل، وربما شقيقين، وُلدوا في عامي 2010 و2017".