في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
الملف النووي الإيراني دخل مرحلة دقيقة، حيث تجد طهران نفسها أمام خيارات معقدة: التفاوض وفق الشروط الأميركية، التي لا تقتصر فقط على البرنامج النووي، بل تمتد إلى برنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران الإقليمي. هذه الشروط تعني عمليًا تقديم تنازلات كبيرة قد تؤدي إلى اهتزاز صورة النظام داخليًا.
أو المواجهة والتصعيد النووي، وهو سيناريو محفوف بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى رد عسكري من إسرائيل أو الولايات المتحدة، ما قد يُعرّض النظام الإيراني لمصير مشابه لما حدث مع العراق أو سوريا عندما سعت هذه الدول إلى امتلاك قدرات نووية.
يرى رئيس تحرير صحيفة إيران دبلوماتيك، عماد أبشناس، خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن هناك خيارًا ثالثًا يتمثل في التفاوض ولكن وفق الشروط الإيرانية، حيث يقول: "إذا كانت الولايات المتحدة جادة في التفاوض، فيجب أن تقتصر المحادثات على الملف النووي فقط، وليس إدراج قضايا أخرى مثل الصواريخ أو النفوذ الإقليمي".
لكنه يشير أيضًا إلى أن الضربة العسكرية ليست حلاً سهلاً بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، مضيفًا انه لو كان بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني دون تكلفة، لفعلتا ذلك منذ سنوات، لكنهما تدركان أن الرد الإيراني سيكون مكلفًا للغاية".
هل تقترب إيران من "الخط الأحمر" النووي؟
الواقع أن إيران تجاوزت بالفعل العتبة النووية المسموح بها عندما رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن النسبة قد تصل إلى 86%، وهي مستويات قريبة جدًا من العتبة التي تتيح إنتاج سلاح نووي.
رغم تأكيد إيران أن برنامجها سلمي، إلا أن التجارب السابقة في المنطقة تشير إلى أن أي دولة سعت إلى امتلاك قدرات نووية وجدت نفسها في مواجهة ضربة عسكرية استباقية.
فإسرائيل سبق أن قصفت المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" عام 1981، ثم دمرت موقعًا نوويًا سريًا في سوريا عام 2007.
الوساطة الروسية.. دعم استراتيجي أم ورقة تفاوض؟
منذ سنوات، تُعتبر روسيا الحليف الرئيسي لإيران في القضايا النووية والدبلوماسية، لكنها في الوقت نفسه، تلعب لعبة معقدة لتحقيق مكاسب على جبهات متعددة.
وبينما تؤكد موسكو التزامها بالتعاون مع طهران، إلا أن هناك عوامل قد تدفعها إلى استخدام الملف النووي كورقة ضغط على الغرب.
ويشير أبشناس إلى أن "الأوروبيين خلال المفاوضات مع إيران حاولوا استبعاد روسيا"، لكن موسكو تصرّ على أنها جزء من المعادلة، موضحًا: "روسيا تريد أن تقول إنها قوة كبرى يجب أن تكون ضمن أي اتفاق نووي مع إيران، فهي ليست مجرد وسيط بل لاعب رئيسي".
إيران بين العزلة والرهان على حلفائها
إيران تدرك أن أي اتفاق نووي جديد لن يكون مجرد ملف تقني، بل جزء من معادلة إقليمية معقدة تشمل نفوذها في المنطقة، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن. ولذلك، فإنها تحاول استخدام هذا النفوذ كورقة ضغط، سواء في مواجهة الولايات المتحدة أو في علاقتها مع روسيا والصين.
لكن في ظل المتغيرات الدولية، يبدو أن هامش المناورة لدى طهران أصبح أكثر ضيقًا، حيث تواجه ضغوطًا اقتصادية خانقة، وتحديات داخلية متزايدة بسبب الوضع الاقتصادي والاحتجاجات الشعبية، ما يجعل أي قرار بشأن الملف النووي ذا أبعاد تتجاوز السياسة الخارجية ليؤثر بشكل مباشر على استقرار النظام داخليًا.
إيران أمام معركة مصيرية بين التصعيد والتفاوض
مع استمرار المفاوضات والتصريحات المتضاربة من موسكو وواشنطن، يبدو أن إيران تعيش مرحلة حاسمة، فإما أن تدخل في اتفاق بشروط غربية قد تضعف موقفها الإقليمي، أو تستمر في التصعيد النووي الذي قد يقودها إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب.