في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
على أطراف مخيم جباليا، يمتد المشهد كأنه من فيلم كارثي، لكنه للأسف واقع يعيشه سكان شمال قطاع غزة يوميًا. أرض محروقة، منازل سُوّيت بالأرض، ووجوه تبحث بين الأنقاض عن أحبابها، عن ذكرياتها، وعن ما تبقى من حياة.
"تفاجأنا بحجم الدمار"
يقول أحد سكان المنطقة، الذي لا يزال بيته المكون من 6 طوابق تحت الركام: "تفاجأنا بحجم الدمار.. لا يزال الكثيرون تحت الأنقاض لم يتم سحبهم، لا يمكننا حتى نصب خيامنا لأننا لم نخرج الضحايا بعد".
وفي زاوية أخرى من هذا المشهد القاسي، تقف سيدة وسط الدمار، عيناها تغالب الدموع وهي تنظر إلى ما كان يوما منزلها: "أقف الآن على ركام بيتي.. الدمار طال المنطقة كاملة وأصبحت ركاما.. كل يوم نقوم بانتشال جثث الضحايا. لا يوجد مياه ولا أي مقومات للحياة".
مستشفى احترق.. ولا رعاية صحية
ليس فقط البيوت هي التي سقطت، بل حتى المرافق الصحية التي كانت تقدم الحد الأدنى من الرعاية لم تنجُ من الدمار. مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الذي كان يخدم آلاف المرضى، تحول إلى أطلال بعدما احترقت أقسامه بالكامل.
يقول أحد السكان المتضررين: "لا يوجد مستشفيات، وإن كنا بحاجة للرعاية الصحية، علينا الذهاب إلى عيادات في الشيخ رضوان".
ويضيف آخر: "حتى عندما نحاول السير بين الأنقاض، نتعرض لجروح وإصابات، لكن لا يوجد مكان للعلاج.. عدنا فقط لأننا لا نريد مغادرة منطقتنا".
البحث عن الحياة وسط الموت
العودة إلى شمال غزة لم تكن نهاية الألم، بل بداية لمأساة أكبر. بين الركام، يحاول السكان التكيف مع واقعٍ جديد، حيث لا مياه، لا كهرباء، ولا مستشفيات. المساعدات الشحيحة لا تسد الحاجة الملحة، فيما الجهود المحلية لرفع الأنقاض تكاد تكون عاجزة أمام هول المشهد.
مراسل سكاي نيوز عربية في غزة، محمود عليان، الذي رافق الأهالي خلال جولتهم بين الأنقاض، يصف الوضع بقوله: "شمال غزة اليوم ليس كما كان.. مدينة تحت الركام، وسكان غارقون في تحديات لا حصر لها، من يبحث عن مأوى، من يبحث عن دواء، ومن لا يزال يبحث عن أحبته تحت الأنقاض."
في غزة، المعاناة لا تتوقف عند الدمار، بل تمتد إلى حياة مليئة بالمآسي.. سكانها يصارعون للبقاء، في مشهد لا يبدو أن نهايته قريبة.