آخر الأخبار

وفاءً لزوجها وطفليها الشهداء.. غزية تحصد الماجستير رغم إصابتها الحرجة

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

لم تجعل الفلسطينية آية حسونة مناقشتها الماجستير محطة قطف ثمرة تعليمية ممتدة لسنوات فحسب، بل نقطة تحدٍ بعد مفترق طرق في حياتها فقدت فيه زوجها وطفليها، ونجت هي من إصابة قاسية إثر قصف إسرائيلي على منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة.

واختارت آية تاريخ 9 يناير/كانون الثاني -بعد مرور 5 أشهر على استشهاد أسرتها وأفراد من عائلتها- موعدا لمناقشة رسالة الماجستير التي حملت عنوان "إدارة الخدمات الصحية الحكومية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية في قطاع غزة".

وقد مثلّ هذا التاريخ وظروف المناقشة النهائية ولادة تحدٍ كبير لدى آية بعد أسبوعين قضتهما في مستشفى ناصر إثر إصابتها، فجابت خلالها مع أفكار كثيرة لتتحدى واقعا صعبا ومُرّا فرضه الاحتلال عليها.

وكان 9 أغسطس/آب الماضي يوما فارقا حين كانت تعد طعام الغداء لأسرتها، بينما يستظل زوجها الشهيد الصحفي عبد الله السوسي مع طفليه بجوار الخيمة، حتى باغتهم صاروخ إسرائيلي أودى بالأب وطفليه وأصيبت الأم.



إعلان

ودوى صوت الانفجار بجوار الخيمة، وخرجت آية لترى فلذتي كبدها "رغد" مضرجة بدمائها إلى جانب "حمزة" الذي لم تعرف ملامحه، في حين تبخرت أجزاء من جسد زوجها نتيجة القصف الذي أدى أيضا إلى استشهاد خالها وشقيق زوجها.

وشهدت المرحلة التي تلت الإصابة والفاجعة تحديات كثيرة أمام آية، حيث قررت استكمال رحلة مناقشة الماجستير وفاءً لأسرتها لاسيما زوجها -الذي واكب معها تفاصيل الدراسة وتنقيح رسالتها العلمية- حتى رسما معاً حفل مناقشتها المقرر أول شهر من حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتقول آية للجزيرة "خططت مع زوجي الشهيد لأدق تفاصيل حفل مناقشة الماجستير، اخترنا معا حتى الملابس التي سنرتديها وقد اشتريت ملابس أطفالي وفصّلت لهما معطف تخرج يشبه الذي سأرتديه".

وأضافت "بعد معاناة طويلة بعد الفاجعة استطعت استكمال رسالتي رغم ظروف عدم وجود الكهرباء وظروف الإنترنت الرديئة وعدم توفر القرطاسية وما يلزمني لإتمام هذه المهمة، لكنني استطعت تجاوزها".

وأوضحت آية -التي واجهت تلك الصعاب وحدها، حيث يوجد أهلها شمال غزة وقد التحق بها والدها مؤخرا جنوب القطاع- أن ثمة هدفا وضعته لنفسها بأن تكون رسالتها "صدقة جارية" وإهداء لروح زوجها وأطفالها.



ولم تنسَ آية موقع استشهاد زوجها وطفليها الذي كانت تبدأ منه كل صباح يومها، قائلة "في لحظات اليأس كنت أفتح نافذة خيمتي لأطل على موقع استشهادهم، كان هذا يواسيني ويدفعني لتخطي اليأس".

ويأتي ذلك في حين تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلّفة أكثر من 155 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا