رداً على الغارة الجوية الإسرائيلية في بيروت التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله وجنرالا إيرانيا كبيرا، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات لردع إيران عن مهاجمة إسرائيل، وفق ما كشفه مسؤولان إسرائيليان وأميركيان لوكالة أكسيوس.
وقال مسؤول أميركي إن "نصر الله كان رجلاً سيئاً، لكن من المحبط أن يفعل الإسرائيليون هذا من دون استشارتنا ثم يطلبون منا أن ننظف ما أفسدوه عندما يتعلق الأمر بردع إيران".
فيما أفاد مسؤول أميركي آخر بأن "يدي نصر الله ملطختان بالدماء"، لكن إدارة بايدن لا ترى كيف سيعالج نهج إسرائيل الصورة الاستراتيجية الأكبر.
"نشعر بالإحباط"
وذكر ثلاثة مسؤولين أميركيين لوكالة "أكسيوس" أن إدارة بايدن تدعم قتل نصر الله، لكنها تشعر بالإحباط إزاء الافتقار إلى التشاور والشفافية من الجانب الإسرائيلي.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن أوستن ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز وقائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا تلقوا إحاطة من نظرائهم الإسرائيليين حيث كانت العملية جارية بالفعل ومن دون إمكانية حقيقية للتدخل أو التعبير عن آرائهم.
تجنب الغزو البري
فيما لفت أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن الأولوية القصوى لإدارة بايدن الآن هي تجنب الغزو البري الإسرائيلي للبنان، وكذلك منع التدخل الإيراني المباشر في القتال والتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية بالعودة إلى ديارهم.
أتى الطلب الإسرائيلي للحصول على الدعم الأميركي بعد أن تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الدفع الأميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وشن الهجوم الضخم من دون التشاور المسبق حتى مع حث الولايات المتحدة على خفض التصعيد.
مخاوف من حرب شاملة
وأكد الرئيس بايدن وإدارته على أنهم لم يكن لديهم علم مسبق بالهجوم الذي قتل نصر الله. لكنهم لم ينتقدوه أيضا وأصدروا بيانات تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وكان الصراع بين إسرائيل وحزب الله يتجه بالفعل إلى حرب شاملة يمكن أن تجر إيران، وكان ذلك قبل أن تقتل إسرائيل أقوى حليف لإيران في المنطقة، حسن نصر الله، وجنرالا في الحرس الثوري.
في المقابل كانت إيران حريصة على تجنب أي هجوم على إسرائيل يمكن أن يجرها إلى مثل هذه الحرب، لكن المسؤولين في واشنطن وتل أبيب قلقون من أن ضربة الجمعة قد تدفع طهران إلى حافة الهاوية.
وأصدر الرئيس بايدن بيانًا يوم السبت قال فيه إنه وجه وزير الدفاع "بمزيد من تعزيز الموقف الدفاعي للقوات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لردع العدوان والحد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا".
