يسعى المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان إلى خطوة جديدة أكثر جرأة في مساره مع الذكاء الاصطناعي ، وهي قراءة أفكار الإنسان عبر الموجات فوق الصوتية.
فبعد مشروعه السابق الذي أثار جدلاً واسعًا بسبب مسح قزحية العين ضمن مبادرة "وورلد كوين"، يخطط ألتمان الآن لمشروع آخر يربط بين العقل والآلة، لكن دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي.
بحسب تقرير نشره موقع The Verge، يعمل ألتمان على تأسيس شركة جديدة تحمل اسم Merge Labs، تهدف إلى تطوير واجهة بين الدماغ والحاسوب تعتمد على الموجات الصوتية بدل الشرائح المزروعة. وقد استقطب للمشروع العالم ميخائيل شابيرو من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك)، وهو باحث بارز في مجال التقنيات غير الجراحية لمسح الدماغ.
ويُعرف شابيرو بأبحاثه حول العلاج الجيني الذي يجعل الخلايا قابلة للرؤية باستخدام الموجات فوق الصوتية، وهي فكرة قد تمهّد لتقنية تستطيع "قراءة" النشاط العصبي دون المساس بالدماغ. وقال في محاضرة حديثة إن "من الأسهل إدخال جينات تجعل الخلايا تستجيب للموجات الصوتية، من زرع أقطاب في الدماغ".
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، تسعى "Merge" إلى جمع نحو 250 مليون دولار من شركة OpenAI ، مع تقييم متوقع يصل إلى 850 مليون دولار. ورغم ارتباط المشروع باسم ألتمان، فإن التقارير تشير إلى أنه لن يشارك في الإدارة اليومية ولن يستثمر أمواله فيه مباشرة، لكن دوره يبقى محوريًا في رسم التوجهات.
اسم الشركة مستوحى من فكرة طالما شغلت عالم التكنولوجيا: لحظة "الاندماج" بين الإنسان والآلة. وكان ألتمان قد كتب قبل سنوات عن هذا التصور، متحدثًا عن مستقبل قد تتصل فيه العقول مباشرة بالذكاء الاصطناعي بين عامي 2025 و2075.
ورغم المنافسة المحتدمة بينه وبين إيلون ماسك ، فإن ألتمان يختلف معه في الأسلوب فقط. ففي حين يعتمد ماسك عبر شركة Neuralink على زرع رقائق داخل الدماغ، يرى ألتمان أن ذلك محفوف بالمخاطر. وقال خلال حديث عام في تموز/يوليو الماضي:"لن أزرع شيئًا في دماغي قد يقتل الخلايا العصبية".
لكنه في الوقت نفسه لا يخفي حماسه لفكرة التواصل المباشر مع الذكاء الاصطناعي، إذ عبّر عن أمنيته بالقول: "أود أن أكون قادرًا على التفكير بشيء ما وأن تردّ عليّ شات جي بي تي مباشرة، ربما أريدها بوضع القراءة فقط، يبدو ذلك منطقيًا".
المصدر:
يورو نيوز
مصدر الصورة