كشفت دراسة جديدة أن حقن التخسيس، مثل "أوزمبيك" و"مونجارو"، قد لا تقتصر فوائدها على خفض الوزن، بل قد تساهم أيضا في رفع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
ووجدت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من مستشفى جامعة سانت لويس، أن الرجال الذين استخدموا أدوية من فئة GLP-1، مثل سيماغلوتايد وتيرزيباتيد، شهدوا ارتفاعا في مستويات التستوستيرون بنسبة 24% بعد 18 شهرا من العلاج.
ويعد التستوستيرون هرمونا محوريا في جسم الرجل، مسؤولا عن الوظائف الجنسية ونمو العضلات وكثافة العظام وإنتاج خلايا الدم الحمراء وتنظيم توزيع الدهون. وغالبا ما تنخفض مستوياته لدى الرجال المصابين بالسمنة أو داء السكري من النوع الثاني، ما يؤثر سلبا على الطاقة والرغبة الجنسية وجودة الحياة عموما.
وشملت الدراسة تحليل السجلات الطبية لـ 110 رجال بالغين يعانون من السمنة أو السكري من النوع الثاني، وتلقوا علاجا منتظما لأحد أدوية GLP-1 على مدى عام ونصف (جميع المشاركين لم يتلقوا أي علاج هرموني سابق أو متزامن بالتستوستيرون). وشملت الأدوية:
سيماغلوتايد (أوزمبيك أو ويغوفي).
دولاغلوتايد (تروليسيتي).
تيرزيباتيد (مونجارو أو زيباوند).
ووفقا للنتائج، فقد المشاركون في المتوسط 10% من وزنهم، وارتفعت مستويات التستوستيرون الكلي والحر (فحص التستوستيرون الحر يستخدم عندما تكون أعراض نقص التستوستيرون موجودة، ولكن التستوستيرون الكلي يبدو طبيعيا) من 53% إلى 77%. وبقيت هذه النتائج ذات دلالة إحصائية حتى بعد احتساب عوامل السن والنشاط البدني والمشاكل الصحية الأخرى.
ورغم أن الآلية البيولوجية الدقيقة لارتفاع التستوستيرون غير واضحة حتى الآن، تشير أبحاث سابقة إلى أن فقدان الدهون يقلل من تحويل التستوستيرون إلى الإستروجين (الهرمون الأنثوي)، ويحسن من حساسية الجسم للأنسولين ويخفف الالتهابات، ما قد يساعد على استعادة التوازن الهرموني الطبيعي.
وقالت الدكتورة شيلسي بورتيو كاناليس، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "من المعروف أن فقدان الوزن من خلال تغييرات في نمط الحياة أو جراحة السمنة يمكن أن يزيد من مستويات التستوستيرون. ولكن هذه من أوائل الدراسات التي تظهر أن الأدوية الموصوفة لعلاج السمنة قد تساهم أيضا في عكس هذا الانخفاض".
ورغم هذه النتائج الإيجابية، أكّد الباحثون أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، بل تشير إلى ارتباط قوي يستحق المتابعة.
الجدير بالذكر أن مستويات التستوستيرون الطبيعية تتراوح بين 300 و1000 نانوغرام/ديسيلتر، وتبدأ بالانخفاض تدريجيا من أواخر الثلاثينيات. ووفقا للدكتور بورتيو كاناليس، قد تنخفض هذه المستويات بنسبة تصل إلى 35% بحلول سن الخامسة والسبعين.
وعلى النقيض من الأدوية، قد يتسبب العلاج الهرموني بالتستوستيرون في آثار جانبية مثل تفاقم انقطاع النفس النومي وتضخم البروستات وانخفاض الخصوبة وزيادة خطر الإصابة بالجلطات.
عرضت نتائج الدراسة في مؤتمر ENDO 2025 السنوي لجمعية الغدد الصماء، والذي أقيم في سان فرانسيسكو.
المصدر: ديلي ميل