آخر الأخبار

زلزال أفغانستان ـ ما سبب غياب النساء من مشاهد إنقاذ الضحايا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

لا يظهر سوى الرجال: النساء المصابات يتم عزلهن. لا توجد مساعدة من الطبيباتصورة من: SAYED HASSIB/REUTERS

في 31 أغسطس قبل منتصف الليل بقليل هز زلزال بقوة 6،1 شرق أفغانستان . وحسب البيانات الصادرة عن حركة طالبان لقي أكثر من 1400 شخص مصرعهم. وأصيب ما لا يقل عن 3124 شخصا آخر بجروح ودُمر أكثر من 5400 منزل. تتضاءل الآمال في العثور على ناجين بين الأنقاض.

في الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها وكالات الأنباء ومنظمات الإغاثة من منطقة الزلزال لا تكاد تظهر أي نساء ولا حتى بين المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات.

"لا يسمح أفراد الأسرة الذكور للنساء أو الفتيات بأن يراهم الغرباء. كما أنهم لا يريدون أن يساعدهم الغرباء"، تقول الناشطة النسوية فاطمة رضائي في حديثها معDW . تعيش فاطمة بعيدا عن منطقة الزلزال في مدينة هرات غرب أفغانستان لكنها على اتصال بنشطاء في جميع أنحاء البلاد.

"منعت حركة طالبان الطبيبات اللواتي كنّ بالقرب من القرى النائية في المنطقة الجبلية من تقديم المساعدة كمتطوعات في اليوم الأول. كما رفض الرجال من القرى مساعدتهن. لا نعرف حتى ما إذا كانت النساء قد أصيبن بجروح وكيف أصبن بها"، كما تضيف.

البحث عن ضحايا بين الأنقاض: عددهم قد يرتفع أكثرصورة من: Afghan Red Crescent/UPI Photo/IMAGO

يُخشى أن يكون هناك الكثير من الأشخاص ما زالوا عالقين تحت الأنقاض. ووصف منسق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في البلاد، إندريكا راتواتي الثلاثاء الماضي الوصول إلى منطقة الكارثة بأنه "تحد كبير". وقال إن الوصول إلى المنطقة كان محدودا للغاية خلال الساعات الـ 24 الأولى الحاسمة، لأن الانهيارات الأرضية والصخور دمرت العديد من الطرق.

وقد دُفن العديد من الأشخاص أثناء نومهم تحت أسقف منازلهم المبنية من الخشب والطين. وتقع المنطقة في مكان نائي وتفتقر في كثير من الأماكن إلى البنية التحتية الأساسية. وحتى قبل الدمار الذي خلفه الزلزال لم تكن الكهرباء متوفرة في كثير من الأماكن.

لا توجد طبيبات لعلاج النساء المصابات

تفيد مصادر محلية في مقاطعتي كونار ونانغارهار أن المراكز الطبية في هاتين المقاطعتين تعاني من نقص حاد في الأطباء، مما يزيد من صعوبة علاج النساء المصابات؛ "لدينا معلومات عن وفاة عدة نساء حوامل مصابات بسبب نقص الأطباء"، تقول زهرة هاغبارست في حديثها مع DW.

طبيبة الأسنان غاضبة وصوتها يرتجف، وتقول "هل تعرفون كم عدد الطبيبات والممرضات في أفغانستان المستعدات للذهاب على الفور لمساعدة هؤلاء النساء المصابات؟ لكن طالبان لا تمنحهن الإذن".

تعيش زهرة في ألمانيا. اضطرت إلى إغلاق عيادتها في كابول بعد استيلاء طالبان على السلطة. احتجاجاتها مع نساء أخريات دفعتهن إلى التخلي عن عملهن والانسحاب من الحياة العامة جعلتها هدفا لطالبان. تم اعتقالها وتعرضت لسوء المعاملة ولم يُفرج عنها إلا بعد دفع مبلغ من المال.

وتقول إن عدم سماح الرجال المحليين للنساء بتقديم المساعدة هو نتيجة لسياسة طالبان، وتضيف: "قبل طالبان مررنا بمرحلة بدأ فيها المجتمع بالتغير. طالبان تعيد كل شيء إلى الوراء. البلد بحاجة إلى طبيبات. لكن النساء لم يعد مسموحا لهن بالدراسة. لقد فرضت طالبان قيودا شديدة على عمل الطبيبات بحيث لا يمكن مساعدة المصابين في هذه الحالة الحرجة."

حتى في الهلال الأحمر الأفغاني الذي أرسل فرقا إغاثية وطبية إلى المحافظات المتضررة لا يوجد سوى عدد قليل من الطبيبات لتقديم المساعدة الطارئة. فقد حظرت طالبان على النساء تلقي التعليم الطبي.

منذ توليهم السلطة في أغسطس 2021 تم منع الفتيات والنساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات. ويتم إقصاء النساء بشكل منهجي من الحياة العامة وتجريدهن من حقوقهن تدريجيا. وتقول زهرة: "ليس لهن الحق في الحياة".

وضع إنساني كارثي

أدى الزلزال إلى تفاقم الوضع الإنساني في أفغانستان الذي كان كارثيا بالفعل. منذ استيلاء طالبان على السلطة خفض الغرب مساعداته للبلاد بشكل كبير.

وحسب الأمم المتحدة يعيش 64 في المائة من سكان أفغانستان في فقر. يعتمد حوالي نصف سكان البلاد البالغ عددهم 41.5 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة. يعاني 14 مليون شخص من الجوع الحاد.



وأعلن الاتحاد الأوروبي الآن عن تخصيص مليون يورو للمنظمات الإنسانية في المنطقة لمساعدة السكان المحليين. بالإضافة إلى ذلك سيتبرع الاتحاد الأوروبي بحوالي 130 طنا من المساعدات من مخزوناته الخاصة. وتشمل هذه المساعدات خياما وملابس ومساعدات طبية ومواد لمعالجة المياه.

أعده للعربية: م.أ.م

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار