آخر الأخبار

جنرال إيطالي غيّر مجرى الحرب العالمية الثانية.. القصة الكاملة

شارك
الجنرال الإيطالي سيباستيانو فيسكانتي براسكا الذي قاد غزو اليونان

أمام التقدم الألماني وتهديدهم بتحويلها لكومة ركام، فضلت الحكومة الفرنسية خلال يونيو 1940 مغادرة العاصمة باريس وإعلانها مدينة مفتوحة والتوجه نحو بوردو (Bordeaux). وفي خضم هذا السياق، تيقن الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني (Benito Mussolini) من قرب سقوط فرنسا واستسلامها.

وأملاً في الظفر ببعض المكاسب، اتجه موسوليني يوم 10 يونيو 1940 لإعلان الحرب على كل من فرنسا وبريطانيا ليفعّل بذلك تحالفه مع الألمان. وفي خضم مشاركته بهذا الصراع العالمي، اتجه لخوض حملة عسكرية مستقلة عن ألمانيا. ومن خلال هذه الحملة، تحدث عن سعيه لإحياء "أمجاد" الإمبراطورية الرومانية لتقوده بذلك أطماعه التوسعية نحو اليونان.

بينيتو موسوليني

خطة غزو اليونان

بدعوة من وزير الخارجية غالياتزو تشانو (Galeazzo Ciano) والمسؤول بالجيش الإيطالي أوبالدو سودو (Ubaldo Soddu)، عين الجنرال سيباستيانو فيسكانتي براسكا (Sebastiano Visconti Prasca) يوم 26 مايو 1940 قائداً للجيش الإيطالي في ألبانيا التي احتلها الإيطاليون عام 1939.

ومع استلامه مهامه يوم 5 يونيو 1940، تولى براسكا قيادة جيش إيطالي بلغ قوامه 100 ألف عسكري إيطالي مدعوم بتشكيلتين عسكريتين ألبانيتين. وبحلول يوليو من العام نفسه، خطط كل من موسوليني ووزيره، وصهره، تشانو لمهاجمة الدول المحايدة بهدف تعويض تردد المارشال رودولفو غراتسياني (Rodolfo Graziani) في مقارعة النجاحات العسكرية للألمان بكل من بولندا وفرنسا.

انطلاقاً من ذلك، وقع اختيار المسؤولين الإيطاليين على اليونان حيث آمن الخبراء العسكريون الإيطاليون حينها بضعف الإمكانيات الحربية لهذه الدولة وعدم استعدادها ورغبتها بدخول أي حرب. ووفق الخطط الموضوعة حينها، كان من المقرر أن تهاجم الجيوش الإيطالية مناطق إيبيروس (Epirus) وشرق تراقيا باليونان اعتماداً على نحو 20 وحدة عسكرية إيطالية متمركزة في ألبانيا.

قوات إيطالية على جبهة اليونان

غضب وحيرة

بعد تأجيلها لمدة يومين، أطلق الإيطاليون يوم 28 أكتوبر 1940 عمليتهم العسكرية ضد اليونان. ومنذ البداية، تقدموا بشكل سريع في التضاريس الوعرة والجبلية لمنطقة إيبيروس من دون أن يواجهوا مقاومة كبيرة. وبسبب ذلك، راسل براسكا السلطات في روما وحدثهم عن تقدم سريع للإيطاليين وغياب مقاومة يونانية مؤكداً أن أثينا ستسقط في غضون أيام.

غير أن التقدم الإيطالي عرف نهايته بعد أيام فقط بسبب الطقس السيئ وبداية الهجوم المضاد بقيادة الجنرال ألكسندروس باباغوس (Alexandros Papagos). وبحلول 8 نوفمبر 1940، توقف التقدم الإيطالي في اليونان قبل أن تضطر القوات الإيطالية فيما بعد للتراجع.

قوات يونانية بصدد استخدام رشاش ضد الإيطاليين

من جهة ثانية، لم يتمكن الإيطاليون من الحفاظ على الأراضي التي استولوا عليها في الأيام السابقة واضطروا للتراجع أمام تقدم الجيوش اليونانية التي تمكنت بدورها من دخول الأراضي الألبانية مثيرة بذلك حالة من الغضب بروما وحيرة في صفوف المسؤولين الألمان الذين استاؤوا من المردود العسكري الهزيل للحليف الإيطالي.

خطة غزو رديئة

وقد ساهمت العديد من العوامل في انهيار الجيش الإيطالي بالحملة على اليونان. فإضافة لاستهانة موسوليني باليونانيين، ارتكب براسكا أخطاء قاتلة.

فبسبب احتقاره للقدرة العسكرية للعدو، لم يأخذ الوقت الكافي لتهيئة قواته كما يجب استعداداً لعملية الغزو. فضلاً عن ذلك، أعد خطة غزو رديئة حاول من خلالها التقدم بشكل سريع داخل أراضي اليونانيين وأهمل العامل اللوجيستي حيث نسي تزويد قواته بالدواب والآليات لنقل الإمدادات العسكرية نحو الخطوط الأمامية.

وبفضل هذه الخطة، عرفت عملية غزو اليونان فشلاً ذريعاً وتعرضت أراضي ألبانيا، المحتلة من قبل الإيطاليين، لخطر غزو يوناني.

ايطاليون بصدد استخدام رشاش وسط ظروف جوية صعبة في اليونان

فيما أثارت هذه الحادثة غضب موسوليني الذي لم يتردد في إقالة براسكا من منصبه وتعويضه لنظيره أوبالدو سودو الذي اكتفى بإنشاء خط دفاعي داخل ألبانيا.

وأمام خطر هزيمة عسكرية محتملة وفقدانهم ألبانيا، استنجد الإيطاليون بالألمان الذين وافقوا على التدخل ضد اليونان. وبسبب تدخلهم لمساندة الإيطاليين في اليونان، أجّل الألمان غزوهم للاتحاد السوفيتي لمدة 3 أشهر حيث كان من المقرر أن تبدأ العملية العسكرية الألمانية في الشرق مع حلول الربيع لتجنب الشتاء السوفيتي القاسي لاحقاً.

تغيير مجرى الحرب العالمية الثانية

حسب العديد من الخبراء، تسببت خطط براسكا في تغيير مجرى الحرب العالمية الثانية حيث تحدث كثيرون عن إمكانية حسم الألمان للحرب ضد الاتحاد السوفيتي لصالحهم في حال عدم مهاجمتهم لليونان وتدخلهم ضد السوفيت في مارس بدلاً من يونيو 1941.

وعقب استسلام إيطاليا للحلفاء سنة 1943، التحق براسكا بالمقاومة الإيطالية ووقع في قبضة الألمان الذين نقلوه نحو أحد مراكز الاعتقال ببولندا. وخلال أبريل 1945، حرر من طرف السوفيت وكان شاهداً فيما بعد على دخول الجيش الأحمر برلين.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار