للعام الثاني على التوالي يحصل أحد علماء " غوغل " الحاليين أو السابقين على جائزة "نوبل"، وذلك بعد أن أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أن ميشيل ديفوريت العالم الرئيسي في قطاع الحوسبة الكمومية بالشركة و جون مارتينيس الموظف السابق في "غوغل" قد فازوا بجائزة "نوبل" للفيزياء هذا العام، وذلك وفق تقرير موقع "إنغادجيت" التقني.
وتعد هذه المرة الثانية التي يفوز بها أحد علماء "غوغل" بجائزة "نوبل" في الفيزياء، إذ فاز علماء الشركة العام الماضي بجائزتي "نوبل" وليس جائزة واحدة.
وذلك عن عمل فريق "غوغل ديب مايند" في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تركيب البروتينات وهو ما جعلهم يستحقون الفوز بجائزة "نوبل" للكيمياء.
يشاركهم في الجائزة أستاذ جامعة كاليفورنيا بيركلي جون كلارك، إذ عملوا معا من أجل اكتشاف الأنفاق الميكانيكية الكمومية العيانية وتكميم الطاقة في الدائرة الكهربائية.
وأوضحت "غوغل" في تدوينة رسمية أن هؤلاء العلماء تمكنوا من تطوير دائرة كهربائية فائقة التوصيل تدعى وصلات جوزيفسون، وهي تتيح لهم إنشاء والتحكم في الظواهر الكمومية المختلفة، وهو ما مثل قفزة كبيرة في قطاع الحوسبة الكمومية.
ويمكن تبسيط ما قام به ديفوريت وفريقه من العلماء بوصفه حجر أساس لقطاع الحوسبة الكمومية سواء كان القطاع الحالي أو المستقبلي.
فبفضل ما قاموا به تمكن العلماء الآخرون من إنشاء الحالات الكمومية التي تعتمد عليها فلسفة الحواسيب الكمومية بشكل أساسي، إذ مكنوا العلماء من إدخال المواد المختلفة في حالة فائقة التوصيل ثم تحكموا في الجزيئات داخل هذه الحالة.
وتجدر الإشارة إلى أن فريق "غوغل" بدأ العمل على هذا المشروع للمرة الأولى في عام 1984 و1985، وهو ما مكنهم من طرح شريحة الحوسبة الكمومية الخاصة بهم "ويلو" (Willow) في العام الماضي.
وأوضحت "غوغل" في بيانها أيضا أن وصلات جوزيفسون هي أساس بناء "الكيوبتات" أو البتات الكمومية والتي تعد وحدة التخزين الرئيسية للحواسيب الكمومية، وقد مكنت هذه الوصلات العديد من الإنجازات التي حققها قطاع الحوسبة الكمومية سواء كانت من "غوغل" أو غيرها.
ينظر العالم إلى الحواسيب الكمومية على أنها نقطة التطور التالية التي تعزز الأبحاث العلمية وكافة جوانب الحياة، فضلا عن كونها حجر الأساس لبناء ذكاء اصطناعي عام ومستقل بحق.
وذلك بفضل القوة الحوسبية المهولة التي توفرها الحواسيب الكمومية، ورغم أن الابتكارات في هذا القطاع تعد بطيئة بعض الشيء ولا تتحدث عنها الشركات كثيرا، فإن كبرى الشركات في العالم دخلت في هذا السباق محاولة الوصول إلى الحواسيب الكمومية الخارقة قبل غيرها من المنافسين.
ويمكن وصف الحواسيب الكمومية بأنها حواسيب أكثر قوة من الحواسيب المعتادة بعشرات وربما مئات المرات، إذ أنها تستطيع تخزين 4 أضعاف البيانات التي تخزنها الحواسيب العادية في وحدة "بت" واحدة، وذلك بفضل اعتمادها على وحدة "الكيوبيت".
وما قام به العلماء مكن العالم من تصنيع وبناء الحواسيب الكمومية، لذا يمكن القول بأن الحواسيب الكمومية لم تكن لتوجد لولا ابتكارات وتجارب الفريق الفائز بجائزة "نوبل" للفيزياء.
ويبلغ قدر جائزة "نوبل" للفيزياء 1.2 مليون دولار، وهي من أوائل المجالات التي أوصى بها ألفريد نوبل مبتكر الجائزة، لذلك تعد من أهم القطاعات من وجهة نظر مبتكر الديناميت.