تبحث شركة ميتا، بقيادة مارك زوكربيرغ، في إمكانية التراجع عن سياستها طويلة الأمد بدعم الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وذلك لصالح نماذج مغلقة أكثر تحكمًا وربحية.
وقال تقرير نقلا عن مصادر مطلعة إن الشركة أوقفت اختبار نموذجها المتقدم المسمّى "بيهموث" (Behemoth)، والذي تم تطويره ضمن مختبر الذكاء الاصطناعي الجديد، بعد أداء داخلي وصف بأنه "مخيب للآمال".
وبينما اكتمل تدريب النموذج، أُجل إطلاقه إلى أجل غير مسمى، ما فتح الباب أمام نقاشات داخلية بشأن التحول نحو النماذج المغلقة، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
ورغم أن هذه المداولات لا تزال في نطاق النقاش، فإن القرار النهائي يبقى بيد زوكربيرغ، الذي لطالما دافع علنًا عن الانفتاح كنهج استراتيجي لتسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح متحدث باسم الشركة أن موقف "ميتا" لم يتغير، مشيرًا إلى التزامها بمواصلة تطوير مزيج من النماذج المفتوحة والمغلقة.
ومع ذلك، فإن أي خطوة للابتعاد عن النموذج المفتوح – خصوصًا إذا تعلّقت بمشروع بحجم "بيهموث" – ستُعد تحوّلًا فلسفيًا كبيرًا داخل "ميتا"، والتي بنت سمعتها مؤخرًا على طرح نماذج مفتوحة مثل Llama.
تأتي هذه التحركات في وقت تضخ فيه "ميتا" مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتنويع مصادر الإيرادات بعيدًا عن الإعلانات. يشمل ذلك مكافآت توقيع ورواتب ضخمة لاستقطاب كبار الباحثين، إلى جانب إنشاء مراكز بيانات عملاقة.
ورغم امتلاكها أحد أقوى مختبرات الأبحاث في العالم، لا تزال "ميتا" متأخرة عن منافسين مثل "OpenAI" و"أنثروبيك" و"ديب مايند" و"xAI" في تسويق نماذجها.
التحوّل إلى النماذج المغلقة قد يُمنح الشركة تحكمًا أكبر في استخدام تقنياتها، وفرصًا إضافية لتحقيق العائدات، خاصةً إذا أثبتت الكوادر التي استقطبتها قدرتها على تقديم أداء يُضاهي الأفضل في السوق.
إذا تم هذا التحوّل، فقد يتراجع الزخم الذي خلقته "ميتا" للنماذج مفتوحة المصدر، التي شكّلت ركيزة أساسية في تطور الشركات الناشئة، خصوصًا تلك التي تعمل على تخصيص النماذج وتكييفها لأغراض محددة.
وقد يُعيد هذا التوجه القوة إلى الشركات الكبرى التي تعتمد على النظم البيئية المغلقة.
وعلى الصعيد العالمي، قد يُفسح هذا الانكماش في الدور الأميركي المجال أمام الصين لتعزيز نفوذها، مستفيدة من مشاريع الذكاء الاصطناعي المفتوح مثل "ديب سيك" و"Moonshot AI"، اللتين تسعيان إلى بناء بدائل محلية تنافس على الساحة الدولية.
رغم تصريحات زوكربيرغ المتكررة بدعمه للمصادر المفتوحة، إلا أن مواقفه الأخيرة أظهرت بعض التردد.
ففي مقابلة بودكاست صيف العام الماضي، صرّح قائلًا: "نحن ندعم المصادر المفتوحة بشدة لكننا لن ننشر كل ما نقوم به. إذا شعرنا أن نموذجًا ما يحمل إمكانات نوعية خطيرة، فقد نقرر عدم طرحه علنًا."