تستعد شركة وايمو لاستخدام بيانات سيارات الأجرة ذاتية القيادة خاصتها، بما في ذلك مقاطع فيديو من كاميرات داخل السيارات مرتبطة بهويات الركاب، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
واكتُشف هذا الأمر من نسخة غير منشورة من سياسة الخصوصية الخاصة بالشركة، وهو يثير تساؤلات جديدة حول مدى إمكانية إعادة توظيف واستخدام سلوك الركاب داخل المركبات ذاتية القيادة لتدريب الذكاء الاصطناعي.
وتكشف مسودة سياسة الخصوصية أن "وايمو" قد تشارك بيانات الركاب لتخصيص الإعلانات. وهذا ليس جديدًا؛ إذ تجمع الشركة بالفعل بيانات شخصية لتحسين الخدمات ولأغراض إعلانية، وفقًا لسياسة الخصوصية الحالية.
لكن ما سيتغير عند إصدار هذه الميزة هو أن الركاب سيتمكنون من "رفض" بيع بياناتهم الشخصية أو مشاركتها أو استخدامها لتدريب الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لموقع "TechCrunch" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".
وقالت جوليا إيلينا، المتحدثة باسم "وايمو"، لموقع "TechCrunch": "لن تُدخل هذه الميزة، التي لا تزال قيد التطوير، أي تغييرات على سياسة خصوصية وايمو، بل ستتيح للركاب فرصة رفض جمع البيانات لأغراض تدريب (التعلم الآلي)".
تنص صفحة شروط الخصوصية غير المنشورة على ما يلي: "قد تشارك وايمو البيانات لتحسين وظائفها وتحليلها، ولتخصيص المنتجات والخدمات والإعلانات والعروض بما يتناسب مع اهتماماتك. يمكنك إلغاء مشاركة معلوماتك مع جهات خارجية، إلا إذا كان ذلك ضروريًا لتشغيل الخدمة".
وهذه الصياغة شائعة في عالمنا اليوم؛ لكن إضافة الكاميرات إلى هذه الصياغة تزيد من عامل القلق والريبة.
وجاء في مسودة شروط الخصوصية: "ألغ استخدام وايمو، أو الشركات التابعة لها، لمعلوماتك الشخصية (بما في ذلك بيانات الكاميرا الداخلية المرتبطة بهويتك) لتدريب (الذكاء الاصطناعي التوليدي)".
وأشارت إيلينا إلى أن "وايمو" تستخدم البيانات الشخصية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على السلامة، والتأكد من نظافة السيارات، والعثور على الأغراض المفقودة، وتقديم المساعدة في حالات الطوارئ، والتحقق من اتباع قواعد السلامة داخل السيارة، وتحسين المنتجات والخدمات بشكل عام.
قالت إيلينا: "أي بيانات تجمعها وايمو ستلتزم بسياسة الخصوصية الخاصة بـوايمو ون. هذه السياسة تنص بوضوح على أن وايمو لن تشارك المعلومات الشخصية التي تجمعها من خلال منتجاتها وخدماتها مع شركات ألفابت الأخرى لاستخدامها لأي غرض آخر سوى: بموافقة المستخدم، أو في سياق تقديم الخدمات لوايمو، أو كما هو موضح في قسم المشاركة في سياسة الخصوصية".
تشمل شركات "ألفابت" الأخرى التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي كلًا من "غوغل" و"ديب مايند".
وعندما سُئلت إيلينا عما إذا كانت "وايمو" ستُنبه الركاب بإمكانية إلغاء المشاركة عند تفعيل الميزة، أو ما إذا كان سيتعين على المستخدمين البحث في التطبيق للعثور عليها بأنفسهم، قالت إن الشركة لم تُنهِ بعد خطط الإشعار أو النشر.
تُعدّ "وايمو" حتى الآن شركة السيارات ذاتية القيادة الوحيدة التي تُحقق إيرادات من رحلات سيارات الأجرة الآلية في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من هذه المكاسب، لا تزال "وايمو" على الأرجح خاسرة ماليًا بالنسبة لشركة ألفابت، وقد يكون هذا هو السبب وراء استكشاف الشركة لمصادر دخل أخرى، مثل الإعلانات داخل المركبات ومشاركة البيانات لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي العام الماضي، ضخت ألفابت 5 مليارات دولار أخرى في "وايمو"، وجمعت الشركة 5.6 مليار دولار إضافية من مستثمرين خارجيين، مما رفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 45 مليار دولار.