هل تعرف ما هو الجزء الموجود في جسمك ويحتوي على خلايا عصبية أكثر من الحبل الشوكي، ويعمل بطريقة مستقلة عن الجهاز العصبي المركزي؟
قد لا تكون "الأمعاء" هي أول إجابة تتبادر إلى ذهنك، لكن الأمعاء في أجسامنا تحتوي على ملايين الخلايا العصبية، لهذا السبب أصبح يُطلق عليها "الدماغ الثاني".
يؤدي جهازنا الهضمي وظائف كثيرة تتعدى حدود التعامل مع الطعام الذي نأكله، كما يمكن أن تؤثر أعداد الميكروبات التي تعيش فيه على صحتنا.
ويبحث العلماء فيما إذا كان تحسين صحة القناة الهضمية يُسهم في تحسين الجهاز المناعي لدينا، ومعالجة الاضطرابات التي تؤثر في صحّتنا النفسية.
فيما يلي مجموعة من الحقائق المدهشة عن الأمعاء:
يمكن للأمعاء أن تعمل في أجسامنا من تلقاء نفسها، وبشكل مختلف عن أي عضو آخر في الجسم.
تقول ميغان روسي، وهي أخصائية في التغذية حاصلة على درجة الدكتوراه في صحة القناة الهضمية، ومؤلفة كتاب بعنوان "صحة الأمعاء": "تتمتع (الأمعاء) باستقلالية في اتخاذ قراراتها الخاصة، ولا تحتاج إلى الدماغ كي يخبرها بما يجب أن تفعله".
ويطلق على هذا "العقل المستقل" للأمعاء اسم "الجهاز العصبي المعوي"، وهو جزء في الجهاز العصبي المركزي مسؤول فقط عن السلوك المعوي، ويشبه شبكة من الخلايا العصبية التي تبطّن المعدة والجهاز الهضمي.
ويتواصل الجهاز العصبي المعوي عادة مع الجهاز العصبي المركزي من خلال العصب "السمبثاوي" والعصب "شبه السمبثاوي".
تقول روسي إن هذه الحقيقة تجعل من صحة القناة الهضمية بالغة الأهمية لتعزيز مناعتنا ضد الأمراض.
وتضيف أن البحوث الحديثة تشير إلى أن حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي يزيد من احتمال الإصابة بأمراض شائعة، مثل الإنفلونزا.
لا تحتوي فضلات جسم الإنسان على بقايا الطعام فقط، فكثير من البكتيريا التي توجد في هذه الفضلات تعد من البكتيريا النافعة للجسم.
من هذا المنطلق قد تكون عمليات زرع البراز بمثابة علاج حيوي لأشخاص يعانون من النمو المفرط للبكتيريا "الضارة" في أمعائهم.
ويتمثل العلاج في عملية زرع بكتيريا براز شخص سليم صحياً، إلى شخص مستقبل لهذه البكتيريا.
وعندما سألنا روسي كم مرة في اليوم ينبغي لنا أن نذهب إلى المرحاض، قالت إن المعدل الطبيعي "يترواح بين ثلاث مرات في اليوم وثلاث مرات في الأسبوع.
تؤوي الأمعاء داخلنا تريليونات الميكروبات المهمة التي تساعدنا في هضم أغذية معينة.
تتكاثر كل مجموعة ميكروبية على غذاء مختلف، لذا فإن تناول نظام غذائي متنوع يحسّن صحة الأمعاء، وهو ما يرتبط بتحسين حالتنا الصحية.
وتقول روسي :"أحب أن أقول إن الميكروبات تشبه حيواناتنا الأليفة الصغيرة الداخلية، التي نعتني بها ونغذيها".
وأضافت أن الذين يتناولون نفس الأغذية تتكون لديهم مجموعة فقيرة من الميكروبات المعوية.
تقول روسي إن كنت تعاني من مشاكل معوية، فقد يكون من المفيد معرفة مدى التوتر الذي تشعر به.
وتوضح أنها "توصي المرضى دائماً بممارسة التأمل لمدة 15 أو 20 دقيقة يومياً. وعندما يفعلون ذلك يومياً لمدة أربعة أسابيع وتصبح عادة لديهم، ألاحظ تحسناً في الأعراض".
ومن بين العوامل التي تربط الأمعاء بحالتنا المزاجية العامة هو إنتاج نحو 80-90 في المئة من مادة السيروتونين في الجهاز الهضمي.
ويعد السيروتونين "ناقلاً كيميائياً" يؤثر على وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك حركة الأمعاء، كما يرتبط بالاضطرابات النفسية.
ويمكن أن يؤدي طول فترة التوتر إلى تراجع مستويات السيروتونين ومن ثم يؤثر على الحالة النفسية، بما في ذلك مزاجنا ومستويات القلق والسعادة.
واستطاعت دراسات سابقة أجريت على حيوانات وبشر، جمع أدلة على وجود تناقضات مرتبطة بالميكروبات في أمعاء المرضى الذين يعانون من الاكتئاب وغيرها من مشاكل الصحة النفسية.
يعاني بعض الناس من حساسية في المعدة، لكن روسي تقول إن دراسات حديثة أشارت إلى أنه إذا بدأ ينتابك شعور بالخوف من تناول نوع معين من الطعام، فربما تظهر بعض الأعراض عند تناوله.
وأضافت :"ألاحظ دوماً في عيادتي كيف يسبب اعتقاد ما، في حدوث مشاكل في الأمعاء".
ويعتقد الكثير من الناس أن الغلوتين أو اللاكتوز ضار بالنسبة لهم، حتى لو لم تكن لديهم في الواقع حساسية أو مشكلة مع هذه المواد، لذا قد يواجهون مشاكل بعد تناول الأطعمة التي تحتوي عليها.
تقدم روسي قائمة ببعض العادات التي يمكن ممارستها من أجل أمعاء أكثر صحة:
1- تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة بغية تنويع الميكروبات في الأمعاء.
2- التحكم في التوتر باستخدام بعض الوسائل مثل: التأمل، والاسترخاء، وتدريبات الذهن أو اليوغا.
3- إن كنت تعاني بالفعل من مشاكل في الأمعاء، ابتعد عن تناول الكحوليات والكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل. فهذه المواد يمكن أن تفاقم المشاكل.
4- حاول النوم بطريقة أفضل. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن تعطيل الساعة البيولوجية للجسم عن طريق تغيير طريقة نومك، تعطل دورة الميكروبات المعوية أيضاً. وتذكر أن ما تريده بالفعل هو التعامل الجيد معها.