توصل علماء الأعصاب اللغوية في المدرسة العليا للاقتصاد بالتعاون مع خبراء أوروبيين إلى أن إتقان لغة أجنبية يسهم في تحسين أداء الذاكرة وزيادة كفاءة العقل في تنفيذ المهام المعقدة.
ويصبح هذا التأثير واضحا لدى ثنائيي اللغة الذين يمتلكون مستوى عاليا من إتقان اللغتين. ونُشرت نتائج البحث في مجلة Brain and Cognition العلمية.
وأوضح العلماء أن المشاركين ثنائيي اللغة أظهروا قدرة أفضل على تذكر المعلومات الجديدة في المواقف التي تتطلب جهدا ذهنيا عاليا، حيث تراجعت دقتهم وسرعتهم بدرجة أقل مقارنة بغيرهم عند زيادة صعوبة المهام، ما يشير إلى أن ثنائية اللغة تساعد على تعزيز الكفاءة المعرفية.
وأُجريت الدراسة على 45 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، يتحدثون الروسية ويدرسون اللغة الإنجليزية. خضع المشاركون لاختبار على الحاسوب يهدف إلى تدريب الذاكرة العاملة، حيث كان عليهم تذكر حروف ساكنة تظهر على الشاشة والضغط على زر معين عند تكرارها بعد فاصل زمني مختلف في كل مرة.
وأظهرت النتائج أنه في المهام البسيطة لم تظهر فروق كبيرة بين المشاركين، بينما برزت لدى متقني اللغة الأجنبية ميزة واضحة في المهام الأصعب، إذ احتفظوا بسرعة ودقة أعلى. ويرى الباحثون أن هذه النتائج تؤكد أن تعلم اللغات الأجنبية يطوّر آليات الذاكرة العاملة ويزيد من "أتمتة" العمليات الذهنية.
ويخلص العلماء إلى أن ثنائية اللغة ليست مجرد مهارة تواصلية، بل أداة فعالة لتقوية القدرات المعرفية والحفاظ على صحة الدماغ مدى الحياة، دون الحاجة إلى تعلم اللغة في الطفولة أو العيش في بلد أجنبي.
المصدر: تاس
المصدر:
روسيا اليوم