شفق نيوز- موسكو/ بغداد
ظهر الفنان العراقي حسين التركي، يوم السبت، في مقطع فيديو لا يقدم أغنية مصورة جديدة من (كليباته)، بل يرتدي الزي العسكري الروسي ويتحدث عن وقوعه في "فخ التجنيد القسري"، في مشهد صادم وغير متوقع لجمهوره.
وفي التسجيل المصور الذي انتشر سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق واطلعت عليه وكالة شفق نيوز، كشف الفنان العراقي كيف تم استدراجه إلى هذا المصير ليكون على الجبهة الروسية الأوكرانية، ليعيد إلى الواجهة ظاهرة قتال العراقيين في الحرب الأكثر دموية في أوروبا.
وقال الفنان في المقطع، إنه تلقى دعوة عمل من شركة عراقية في منطقة المنصور، لإقامة حفلات لمدة 4 أشهر، مرفقة بتأشيرة وعقد رسمي.
وبيّن أنه بعد وصوله إلى روسيا نُقل إلى منطقة تبعد أكثر من 16 ساعة عن موسكو، حيث جرى سحب هاتفه وإجباره على توقيع وثائق لم يُسمح له بقراءتها، ليتضح لاحقاً أنها عقود انخراط في الجيش الروسي لمدة عام كامل.
وأضاف الفنان العراقي أنه حاول الاعتراض وطلب العودة إلى العراق مقابل دفع أموال طائلة، لكن الجهة الوسيطة أبلغته بأن الأمر "خارج صلاحيتها"، مؤكداً أن عدداً من العراقيين تعرضوا للمصير ذاته بعد استدراجهم عبر عقود مزيفة وعروض عمل وهمية.
وكانت وكالة شفق نيوز كشفت في تقارير وتحقيقات عن فقدان العديد من العائلات العراقية، الاتصال بأبنائها الذين توجهوا للقتال إلى جانب القوات الروسية في الحرب الدائرة منذ 24 شباط/ فبراير 2022 ضد أوكرانيا.
وآخر حالات الاختفاء التي سلطت عليها وكالة شفق نيوز الضوء هي اختفاء محمد عماد صاحب (24 عاماً)، حيث التقت الوكالة بوالدته السيدة زينب جبار، الساكنة في قضاء المسيب شمالي محافظة بابل العراقية، الأربعاء الماضي، في تطور يرسخ خطورة الأمر الذي لم يعد محض معلومات مغلوطة حول التحاق الشباب إلى تلك الجبهة الدموية.
وسبق أن انتشرت مقاطع مشابهة للفنان العراقي حسين التركي تعود لشبان عراقيين يرتدون الزي العسكري الروسي ويرفعون العلم العراقي في جبهات القتال.
وعلى الرغم من نفي الحكومة العراقية امتلاكها بيانات رسمية بشأن هؤلاء، فإن تساؤلات كثيرة طُرحت حول الجهات التي سهلت سفرهم والوسطاء الذين نشطوا في محافظات الجنوب منذ عام 2023.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، قد أقرت خلال حديث لوكالة شفق نيوز في أيلول/ سبتمبر الماضي، بوجود عراقيين يقاتلون مع الجيش الروسي في الحرب مع أوكرانيا، معلنة التحرك داخل مجلس النواب لكشف حيثياته ووضع حد له.
يشار إلى أن السفير الروسي في العراق، ألبروس كوتراشيف قال خلال مقابلة نشرتها وكالة شفق نيوز بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، إن "آلاف العراقيين مستعدون للانضمام إلى الجيش الروسي إذا فُتح الباب أمامهم".
وتعليقاً على تلك التصريحات عد المرصد العراقي لحقوق الإنسان (IOHR)، أنها "تسويقاً علنياً ومقلقاً" لفكرة تجنيد مواطنين عراقيين للمشاركة في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وذكر المرصد في بيان نشره على موقعه وتابعته وكالة شفق نيوز: "لا يمكن النظر إليه كتصريح عابر أو تعبير شخصي، بل كمؤشر خطير على محاولات ممنهجة لاستغلال الفقر والبطالة التي يعاني منها الشباب العراقي لتحويلهم إلى وقود في حرب خارج حدود وطنهم".
ويأتي ذلك في ظل واقع اقتصادي صعب داخل العراق، إذ تفيد بيانات وزارة التخطيط بأن نسبة الفقر بلغت 17.5%، فيما يشير الاتحاد العام لنقابات العمال إلى وجود أكثر من 6 ملايين عاطل عن العمل.
وينص القانون الروسي على أنه يحق لأي مواطن أجنبي مقيم في روسيا ويجيد اللغة الروسية التعاقد مع الجيش الروسي وفق عقد رسمي براتب محدد يتراوح 2500 – 3000 آلاف دولار.
يشار إلى أن أغلب الذين التحقوا بالجيش الروسي هم من الوافدين إلى موسكو بهدف السياحة أو ممن اتخذوا من الأخيرة بوابة آمنة لتحقيق أحلامهم في أحد الدول الأوروبية.
ويُعد الفنان حسين التركي من الأسماء المعروفة في الساحة الفنية العراقية، إذ يحيي عادة الحفلات الغنائية في المناسبات العامة والخاصة داخل العراق وخارجه، وشارك في مهرجانات محلية عديدة خلال السنوات الماضية.
وقدم عدداً من الأغاني المصوّرة (الكليبات)، التي حققت انتشاراً على المنصات الرقمية، ويمتاز بأسلوبه الشعبي المتنوع.
فيديو 1
المصدر:
شفق نيوز
مصدر الصورة