شفق نيوز- كركوك
شهدت مدينة كركوك، اليوم الاثنين، انطلاق الدورة التاسعة من مهرجانها الدولي لمسرح الشارع، بمشاركة 16 دولة عربية وأجنبية، ما يعزز مكانة المدينة كجسر للتواصل الثقافي والحضاري بين شعوب مختلفة .
وقال مدير قصر الثقافة والفنون في كركوك، يوسف طيب، لوكالة شفق نيوز، إن "هذا الحدث يعد من أبرز الفعاليات التي باتت تقليداً سنوياً راسخاً في المحافظة".
وأضاف أن "قصر الثقافة والفنون يقف داعماً للمهرجان بوصفه فرصة لترسيخ قيم التعايش والسلام، وإبراز الوجه الحضاري المتنوع للمدينة".
وتابع أن "العروض ستُقدَّم في فضاءات متعددة من كركوك، وهو ما يمنح الجمهور تجربة مسرحية مميزة وقريبة من الناس، على خلاف العروض التقليدية التي تقتصر على خشبات المسارح ".
من جانبه، أكد رئيس اتحاد الادباء وكتاب كركوك في كركوك، محمد خضر، لوكالة شفق نيوز، أن "هذا المهرجان بات علامة بارزة في المشهد الثقافي العراقي، كونه يتيح تلاقح الأفكار بين الفنانين المحليين والدوليين، ويمنح الجمهور فرصة نادرة لمتابعة تجارب مسرحية متنوعة في الهواء الطلق وأمام الناس مباشرة".
وأوضح أن "المهرجان أثبت على مدى دوراته السابقة أنه أكثر من مجرد حدث فني، بل هو رسالة سلام وتعايش تنطلق من كركوك إلى العالم ".
وكان مسؤول فرع نقابة الفنانين في كركوك، قاسم غمكين، أكد سابقا لوكالة شفق نيوز، أن "أصبح حدثاً فنياً دولياً على مستوى عالمي، بعدما رسّخ ثقافة مسرح الشارع وجذب فرقاً مسرحية من 16 دولة".
وأكد أن المهرجان "لا يمثل فقط فرصة للعرض الفني، بل أيضاً مساحة للتبادل الثقافي والتفاعل الإنساني بين فنانين من مشارب وتجارب مختلفة".
تاريخ المهرجان
يُذكر أن مهرجان مسرح الشارع في كركوك انطلق لأول مرة قبل نحو عقد من الزمن بمبادرة من مجموعة فنانين عراقيين، واستطاع منذ ذلك الحين أن يرسّخ موقعه على الخارطة المسرحية الدولية. ومع توالي دوراته، استقطب المهرجان فرقاً من آسيا وأوروبا وأفريقيا، كما أصبح مناسبة سنوية ينتظرها الجمهور الكركوكي بشغف لما تحمله من عروض مبتكرة تكسر الحواجز التقليدية بين الممثل والمتلقي .
وخلال الدورات السابقة، قدمت فرق من دول مثل إيطاليا وإسبانيا وتركيا والهند عروضاً أثارت تفاعلاً واسعاً بين الجمهور المحلي، في حين برزت مشاركات عربية من مصر وتونس والمغرب، أضافت بعداً نوعياً للتجربة المسرحية. وتنوعت موضوعات العروض بين قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية، غالباً ما تُعرض بأسلوب رمزي أو تفاعلي في الساحات العامة والشوارع، مما يتيح وصول الرسالة إلى أوسع شريحة من المتابعين .
ويرى مراقبون أن هذا المهرجان لا يسهم فقط في إنعاش الحياة الثقافية في كركوك، بل يشكل أيضاً نافذة للتعريف بالمدينة على مستوى دولي. فالمشاركة الواسعة من فنانين أجانب تمنح كركوك حضوراً على الساحة الثقافية العالمية، وتؤكد قدرتها على استضافة فعاليات نوعية رغم التحديات. كما يمثل المهرجان فرصة اقتصادية وسياحية، إذ يشهد حضور زوار من داخل وخارج العراق، ما ينعكس إيجاباً على قطاعي الفنادق والخدمات .
وفي هذا السياق، يؤكد القائمون على المهرجان أن دورة هذا العام ستتضمن فعاليات موازية مثل ورش تدريبية وندوات فكرية وحلقات نقاش حول مستقبل مسرح الشارع ودوره في تعزيز الحوار الإنساني. كما ستُمنح جوائز لأفضل العروض تقديراً للإبداع والتميز الفني .
    
    
        المصدر:
        
             شفق نيوز