شفق نيوز- بغداد
أبدى الإطار التنسيقي، يوم الاثنين، رفضه لتعيين مارك سافايا مبعوثا أميركيا خاصا إلى العراق، حيث وصف القرار بأنه "تدخل سافر" بالشؤون العراقية ومحاولة فرض "هيمنة" عليه.
وقال عضو الإطار عمران الكركوشي، لوكالة شفق نيوز، إن "تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مبعوث خاص إلى العراق امر مرفوض، فمن تم تعيينه شخص لا يمتلك أي خبرة دبلوماسية أو سياسية في موقع حساس، خصوصا في بلد يواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة".
وأضاف أن "هذا القرار يشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للعراق، ويعكس رغبة الولايات المتحدة في فرض هيمنتها على القرار العراقي".
وتابع أن "مارك سافايا رجل أعمال يمتلك سلسلة من المشاريع التجارية في الولايات المتحدة، وليس له أي خلفية تؤهله لتولي منصب يتطلب خبرة دبلوماسية ومعرفة دقيقة بالسياسة العراقية، وهذا التعيين يثير تساؤلات جدية حول نوايا الإدارة الأمريكية في التعامل مع العراق في الوقت الراهن".
وختم عضو الاطار التنسيقي قوله إن "العراق لن يكون ساحة لتصفية حسابات أمريكية أو لممارسة النفوذ تحت أي غطاء دبلوماسي، وعلى الإدارة الأمريكية أن تدرك ذلك جيداً".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعيين الكلداني العراقي مارك سافايا، مبعوثاً خاصاً إلى العراق، وهو ثالث مبعوث أميركي إلى العراق، منذ بول بريمر، 2003، وبعد بريت ماكغورك، في مرحلة الحرب ضد داعش عام 2014 .
وعلّق سافايا على تعيين ترمب له مبعوثاً خاصاً إلى العراق، في منشور على "إنستغرام"، قائلاً: "أشعر ببالغ التواضع والشرف والامتنان للرئيس دونالد ترمب لتعيينه لي مبعوثاً خاصاً إلى جمهورية العراق. وأنا ملتزم بتعزيز الشراكة الأميركية العراقية بقيادة الرئيس ترمب وتوجيهاته. شكراً لك، سيدي الرئيس.. سأعمل على بناء جسور من الثقة والتعاون لتحقيق أمنٍ مستدام في العراق والمنطقة ".
وعُرف سافايا بنشاطه الكبير في ولاية ميشيغان الأميركية، وأظهر قدرة على التأثير في الجماهير، خصوصاً في المجتمعات غير التقليدية، مما جعله يلعب دوراً محورياً في زيادة نسبة التصويت بين الجاليات العربية والمسلمة في ميشيغان لتصل إلى أرقام قياسية .
ويُعتبر سافايا من المنتمين إلى تيار "MAGA" المؤثر (المعروف باسم لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً)، الذي يُعتقد أنه لعب دوراً أساسياً في صعود ترمب ثم عودته الناجحة إلى البيت الأبيض، ويضم، بشكل متنوع، العديد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والناشطين المؤثرين .
ووفقاً لصفحته على "لينكدإن"، فإن سافايا، المقيم في ميشيغان، لا يمتلك أيّ خبرة حكومية على المستوى المحلي أو الولائي أو الفدرالي، وهو رجل أعمال ناشط في المنطقة المحيطة بديترويت، حيث أسّس سلسلة متاجر لبيع الماريجوانا تُدعى "ليف أند باد"، والمخصصة للاستخدامات الطبية والترفيهية، وهي شركة كانت، بحسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت، قد تعرّضت لانتقادات من قادة ديترويت بسبب لوحاتها الإعلانية الجريئة التي روّجت لشعار: "تعال واحصل عليه. حشيش مجاني ."
ومع ذلك، عبّر ترمب عن ثقته الكبيرة بمسيرة سافايا، قائلاً إنه "يمتلك فهماً عميقاً للعلاقات الإقليمية وله اتصال مباشر بالمجتمعات العراقية، وهذا ما يجعل تعيينه خطوة مهمة لتعزيز مصالح أمريكا في الشرق الأوسط"، مضيفاً: "نحن نثق بقدرة مارك على دفع أجندتنا وحماية مصالحنا في العراق، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة ".
كما كتبت الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي اختُطفت في العراق لأكثر من عامين، على منصة إكس "أهنئ مارك سافايا على هذا التعيين المهم. لعب مارك دوراً محورياً في تحريري بعد 903 أيام من أسر كتائب حزب الله، وهي ميليشيا عراقية تعمل لصالح إيران، دون أي مقابل. هذا خبر سيئ للغاية لكل من يخدم مصالح إيران في العراق ويسعى لتقويض السيادة العراقية ".
وقالت تسوركوف، في إجابة لها على تعليق لأحد مستخدمي "إكس" أعرب عن قلقه من أن تحاول الميليشيات الموالية لإيران التلاعب بسافايا: "هذا مستحيل. إنه يعارض الميليشيات بشدة".