شفق نيوز- بغداد
أعلنت أمانة بغداد، يوم الأربعاء، إطلاق أكبر حملة تشجير في العاصمة لزيادة المساحات الخضراء، وسط تأكيد ناشطين على أن هذه الحملة ستساهم بتحسين البيئة.
وذكر المتحدث باسم الأمانة عدي الجنديل لوكالة شفق نيوز، أنه "تم إطلاق الحملة في قاطع بلدية الرشيد بعد استكمال التحضيرات الميدانية الخاصة من تهيئة الأشجار والشجيرات وتوزيعها على مواقع الزراعة المستهدفة".
وأوضح الجنديل أن "الحملة تشمل عموم مناطق بغداد، وتتميز بمشاركة واسعة من المواطنين والمتطوعين ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بالشأن البيئي، وهو ما يعكس روح الشراكة المجتمعية في دعم جهود أمانة العاصمة".
وبحسب المتحدث، فإن "هذه الحملة تختلف عن سابقاتها من حيث العدد والنوع والتوزيع، وتنسجم مع توجيهات الحكومة في تعزيز المساحات الخضراء".
ويشهد العراق عموماً موجات من العواصف الترابية التي تتسبب بحالات اختناق فضلاً عن حوادث سير بسبب حجبها للرؤية في بعض الأحيان، فيما تعزو الجهات المعنية ذلك إلى تقلص المساحات الخضراء وجفاف المياه والتغيير المناخي.
ويشارك في حملة التشجير في بغداد العديد من الأكاديميين والطلبة ومنظمات المجتمع المدني والمتطوعين، لزراعة أشجار مختلفة الأنواع في الساحات العامة وتقاطعات الشوارع والمناطق السكنية.
وحول هذا الأمر، يبين علاء نجاح، أحد الأساتذة الجامعيين المشاركين في الحملة لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الحملة تعد أكبر حملة تشجير تشهدها بغداد وستستمر لمدة شهر، يتم خلاله زراعة آلاف الأشجار لتحسين الوضع البيئي وإظهار جمالية العاصمة، خصوصاً أنها تأتي في توقيت مناسب مناخياً بعد انقضاء فصل الصيف وحلول فصل الخريف".
يذكر أن أمانة بغداد كانت قد أعلنت في وقت سابق، أن الحملة ستشمل جميع مناطق العاصمة عبر الدوائر البلدية، وستتم زراعة أشجار الفيزا والأكاسيا والسدر والكالبتوس، باعتبارها أشجاراً معمّرة تتحمل الأجواء الحارة وتوفر الظل والأوكسجين.
وبينت أن الحملة تستهدف مواقع جديدة للتشجير، بينها حدائق ومنتزهات ومواقع وسطية، وسيتم الاعتماد على منظومات سقي متطورة لضمان ديمومة الأشجار.
وبهذا السياق، تقول الناشطة البيئية سهام الكعبي، إن "التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها العراق تستدعي من الجهات المعنية اتخاذ إجراءات علمية مدروسة للحد من تأثيرها على المواطنين".
وأكدت الكعبي لوكالة شفق نيوز، أن "زيادة المساحات الخضراء ضروري لتحسين البيئة وتقليل خطورة العواصف الترابية، خاصة على كبار السن والمرضى المصابين بالربو، فضلاً عن الأثر الإيجابي لهذه المساحات الخضراء في إضفاء جوانب جمالية على بغداد التي تحتضن مؤتمرات دولية ومهرجانات وملتقيات ثقافية وفنية ووفود وسياح".
وتشهد حملة زراعة الأشجار مشاركة واسعة من المتطوعين، حيث يقول المتطوع سرمد عبد الحسين إن "هذه الحملة التي يشارك بها طلبة الكليات والمدارس والأساتذة والكسبة، تعكس اهتمام ومسؤولية شرائح المجتمع البغدادي تجاه مدينتهم".
وأضاف عبد الحسين لوكالة شفق نيوز أن "زراعة الأشجار أمر ممتع بحد ذاته، لذلك هناك استجابة سريعة من مختلف الشرائح للمشاركة بالحملة".
يذكر أن دائرة المنظمات غير الحكومية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء أطلقت عام 2023 مبادرة لزراعة مليون شجرة وشتلة في عموم العراق لزيادة المساحات الخضراء وتحقيق التنمية المستدامة والتقليل من التصحر.