شفق نيوز - بغداد
علق الاطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية الحاكمة في العراق، اليوم الأربعاء، على إعلان البنتاغون بتقليص التواجد العسكري في العراق والانتقال إلى الشراكة الاستراتيجية.
وقال عضو الاطار عدي الخدران، لوكالة شفق نيوز، "اننا نرحب إعلان البنتاغون تخفيض التواجد العسكري في العراق والانتقال إلى مرحلة شراكة استراتيجية، فهذه خطوة مهمة تصب في مصلحة العراق وسيادته".
وعدّ هذا القرار بأنه "يمثل تحولاً مهماً في طبيعة العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، من علاقة عسكرية ميدانية إلى علاقة شراكة تقوم على التعاون الاستراتيجي في المجالات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية، بما يعزز قدرات العراق ويحفظ سيادته الوطنية".
كما اضاف الخدران ان "الإطار التنسيقي طالما أكد أن وجود القوات الأجنبية في العراق يجب أن يكون محكوماً بقرارات الدولة العراقية وبما ينسجم مع الدستور والإرادة الوطنية، واليوم نشهد خطوة عملية نحو تحقيق هذا الهدف، والمرحلة المقبلة تتطلب تعزيز قدرات القوات العراقية، وتوسيع مجالات التعاون الدولي بما يخدم أمن البلاد واستقرارها".
واختتم عضو الإطار التنسيقي تصريحه بالقول، إن "المصالح المشتركة بين بغداد وواشنطن يتعين أن تُبنى على أساس الاحترام المتبادل، بعيداً عن أي وصاية أو تدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وبما يضمن استقلال القرار الوطني وحماية مكتسبات الشعب العراقي".
ويأتي موقف الإطار التنسيقي عقب ما صرّح مسؤول أمريكي، صباح اليوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة ستخفض عدد قواتها الى أقل من 2000 جندي في العراق بعد قرار تقليص المهام العسكرية في تلك البلاد.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قد أكدت مجددا في بيان أمس الثلاثاء التزامها بتقليص مهمتها العسكرية في العراق، وهي عملية قال عنها المسؤول الأمريكي إنها ستشهد قيادة بغداد جهود مكافحة فلول تنظيم داعش داخل البلاد، وفقا لوكالة "رويترز".
وأضاف أن الولايات المتحدة وأعضاء التحالف سيُركزون بدلا من ذلك على محاربة فلول داعش في سوريا، وستنقل معظم أفرادها إلى إقليم كوردستان العراق لتنفيذ تلك المهمة.
وتابع المسؤول القول إنه بمجرد اكتمال عمليات الانتقال، سيصبح العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في العراق أقل من 2000 جندي، وسيكون معظمهم في أربيل، منوها الى أن العدد النهائي لم يتم تحديده بعد، دون تقديم جدول زمني.
في غضون ذلك قال مسؤول عسكري كبير "لم يعد تنظيم داعش يشكل تهديدا مستمرا للحكومة العراقية أو لأمريكا انطلاقا من الأراضي العراقية"، واصفا هذا الامر بأنه "إنجاز كبير يمكّننا من نقل المزيد من المسؤولية إلى العراق ليقود جهود الأمن في البلاد".
وكان للولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق في بداية عام 2025 وأكثر من 900 جندي في سوريا ضمن التحالف الذي تشكل في عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش أثناء اجتياحه للبلدين.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان حول الانتقال في العراق، إن الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف سيقومون بتقليص مهمتها العسكرية في العراق.
واعتبر هذا التقليص بأنه "يمثل نجاحنا المشترك في محاربة داعش ويمثل جهداً للانتقال إلى شراكة أمنية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق، بما يتماشى مع المصالح الوطنية الأميركية، والدستور العراقي، واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق".
وتابع المتحدث باسم البنتاغون القول، إن "هذه الشراكة ستدعم الأمن الأميركي والعراقي، وتعزز قدرة العراق على تحقيق التنمية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتولي دور قيادي في المنطقة".
وأكد ـم الحكومة الأميركية ستواصل التنسيق الوثيق مع حكومة العراق وأعضاء التحالف لضمان انتقال مسؤول ومنظم.