آخر الأخبار

ساكو يوجه نداء لـ"إنقاذ" المسيحيين في العراق ويبعث رسائل للمجتمع الدولي

شارك

شفق نيوز- فيينا

في أجواء دبلوماسية رفيعة، شهدت إحدى القاعات الرسمية التابعة للحكومة النمساوية في العاصمة فيينا كلمة مؤثرة ألقاها بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بحضور عدد من السفراء والمسؤولين الحكوميين.

وقبيل إلقاء ساكو كلمته، قدمه إلى الحضور رئيس الوزراء النمساوي السابق وولفغانغ شوسل، الذي أثنى على الدور الروحي والإنساني للبطريرك، قبل أن يترك له المنصة لاستعراض واقع المسيحيين في العراق والتحديات التي تواجههم.

معاناة ممتدة منذ عقدين

وقال ساكو في كلمته التي تابعتها وكالة شفق نيوز، إن "المسيحيين في العراق، والذين يُعتبرون من أقدم سكان بلاد الرافدين، يعيشون منذ أكثر من عقدين ظروفاً استثنائية وصعبة جعلتهم من أكثر المكوّنات هشاشة. فقد دفعهم تصاعد العنف الطائفي، وظهور التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، إلى مواجهة تهديدات وجودية".

وأضاف أن "سيطرة الميليشيات والعصابات الإجرامية على بعض مناطق البلاد أسهمت في تدهور أوضاع المسيحيين بشكل متواصل".

ولفت إلى أن "المسيحيين أصبحوا ضحايا التمييز في فرص العمل والتعليم، وتعرضوا لمحاولات أسلمة القاصرين، فضلاً عن تقييدهم بقوانين مجحفة".

وأشار ساكو إلى أنه "في العام 2014 تأسس ميليشيا استحوذت على ممتلكات مسيحيين في بغداد وسهل نينوى، وصادرت مقاعدهم البرلمانية المخصصة، لكنها في الواقع لم تمثل المسيحيين بل سعت إلى تهميشهم سياسياً".

نزيف الهجرة وتراجع الوجود

أحد أبرز ما ركز عليه البطريرك ساكو هو التراجع الديموغرافي المقلق للمسيحيين في العراق. إذ أشار إلى أن أعدادهم انخفضت من نحو مليون ونصف المليون قبل العام 2003 إلى ما يقارب 400 – 500 ألف فقط اليوم، بعد أن غادر أكثر من مليون منهم البلاد بحثاً عن الأمن والاستقرار.

وفي مدينة الموصل، أوضح ساكو "كانت الموصل تحتضن 50 ألف مسيحي قبل 2003، لم يتبقَّ سوى 70 عائلة فقط. أما في القرى التابعة لسهل نينوى، فما زالت تعاني من غياب الخدمات وفرص العمل، ما يجعل الحياة فيها شبه مستحيلة".

رسائل إلى الداخل والخارج

ودعا ساكو المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى ممارسة دور فاعل في حماية الوجود المسيحي في العراق والشرق الأوسط، باعتبارهم "جذور المسيحية في المنطقة" وشهوداً على تاريخها العريق.

وأكد أن المسيحيين لا يطالبون بامتيازات خاصة، بل بحقوق المواطنة الكاملة التي تكفل لهم الأمن والكرامة والمشاركة في الحياة العامة.

وشدد على أن "الحلّ يكمن في بناء دولة مدنية حديثة تقوم على أساس المواطنة المتساوية بعيداً عن الطائفية والمحاصصة"، داعياً إلى إعداد دستور مدني يضمن الحريات الدينية ويحمي وحدة العراق، بعيداً عن هيمنة التفسيرات الدينية أو سلطة الميليشيات.

خطوات عملية مطلوبة

وطرح البطريرك ساكو جملة من الإجراءات التي اعتبرها ضرورية للحفاظ على بقاء المسيحيين، أبرزها:

توفير حماية حقيقية في سهل نينوى عبر القوات الأمنية الاتحادية، وليس الميليشيات.

استعادة الممتلكات المنهوبة وتعويض المتضررين.

خلق بيئة آمنة ومشجعة لعودة المهاجرين، خاصة أولئك المقيمين في دول الجوار.

شكر ورسالة إنسانية

وفي ختام كلمته، توجه ساكو بالشكر إلى الحكومة النمساوية ورئيس وزرائها السابق وولفغانغ شوسل على هذه المبادرة، مؤكداً أن إتاحة الفرصة لعرض معاناة المسيحيين أمام المجتمع الدولي خطوة مهمة لإسماع صوت المهمشين.

وأضاف أن "المسيحيين في العراق يرون في بقائهم شهادة إنسانية ورسالة سلام"، داعياً إلى دعمهم ليواصلوا المساهمة في بناء عراق آمن ومزدهر يحتضن جميع مكوّناته بلا استثناء.

أخبار ذات صلة مصدر الصورة

مصدر الصورة تقارير-وتحليلات

بعد خطاب رئيس اساقفة اربيل.. هل مسيحيو العراق على وشك الانقراض؟

مصدر الصورة سیاسة

الحلبوسي وساكو يبحثان عدة ملفات تخص المسيحيين في العراق

مصدر الصورة سیاسة

صحيفة بريطانية تكشف عن خطأ مسيحيي العراق: ينقرضون على يد الميليشيات

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا