مأساة جديدة على بُعد أمتار من جريمة قتل الطفلة "هند رجب"..
– بعد يومين، تمكن الدفاع المدني من الوصول إلى منزل الأستاذة الجريحة غادة رباح حيث كانت تتواجد مع شقيقها وطفليها، بعد إصابتها وإرسالها نداء استغاثة من منزلها في محيط مفترق المالية غرب مدينة غزة.
– تبين بأن الاحتلال قصف… pic.twitter.com/s5FfqcM7hr
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) September 24, 2025
في المكان ذاته الذي دوى فيه صراخ الطفلة هند رجب وبقي يتردد في ذاكرة العالم، تكررت المأساة مع غادة رباح تحت الركام، حيث أمسكت بهاتفها آخر مرة لتبعث رسالة حياة إلى أحد أقاربها، قبل أن ينقطع الاتصال وتنقطع معه خيوط الأمل، تاركة خلفها صمتا ثقيلا يشبه صمت آلاف النداءات التي أطلقها الغزيون من تحت الدمار ولم يستجب لها.
وبعد ما يقارب عامين من حرب إبادة متواصلة، لم تعد هذه المشاهد صادمة لسكان غزة الذين اعتادوا أن تتحول بيوتهم إلى مقابر جماعية، وأن تصبح صرخات الاستغاثة رسائل أخيرة لا تصل، في ظل صمت دولي يراقب المأساة دون أن يحرك ساكنا.
ولاقت قصة غادة رباح انتشارا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق أهلها وسم #أنقذوا_غادة_رباح، ولتضاف إلى سجل طويل من الحكايات التي تجسد قسوة الحرب وبشاعة الحصار الإسرائيلي، وتؤكد أن ما جرى ليس حادثة فردية، بل جزء من مسلسل دموي يتكرر كل يوم في غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، عبر منصة "إكس": "نأسف لإبلاغ الرأي العام أنه بعد عمليات بحث مستمرة لساعات، عادت طواقمنا دون العثور على المواطنة غادة رباح والأطفال الآخرين، كما تبين أن المنزل قد تعرض للتدمير الكامل، وتمت تسويته بالأرض".
نأسف لإبلاغ الرأي العام أنه بعد عمليات البحث المستمرة لعدة ساعات، عادت طواقمنا دون العثور على المواطنة غادة رباح والأطفال الآخرين.
كما تبين أن المنزل قد تعرض للتدمير الكامل وتمت تسويته بالأرض.— محمود صابر بصل (@mahmoadbasal) September 24, 2025
في المقابل، كتبت شقيقتها عبر "فيسبوك": "غادة جوا لسه عايشة، ما معها أطفال، هي لحالها.. أختي لسه تحت الركام، حاولت ترن علينا قبل كم ساعة. بس المعدات اللي مع الدفاع المدني مش كافية ليحفروا لأنو الدمار كبير. ما توقفوا محاولة مشان الله.. ارجعوا حاولوا".
وقد شبه مغردون ما حدث مع غادة رباح بمأساة الطفلة هند رجب (5 سنوات)، التي قتلها الجيش الإسرائيلي مع 6 من أقاربها إثر قصف سيارة كانوا قد لجؤوا إليها جنوب غربي مدينة غزة، في 29 يناير/كانون الثاني 2024.
على خطى مأساة هند رجب ..
وعلى بعد أمتار من موقع الجريمة الأولى ..
جيش الاحتلال يكرر الجريمة والضحية هذه المرة الأستاذة غادة رباح وشقيقها حسامبقيت غادة تناشد يومين كاملين، وبعد عناء وصل فريق الدفاع المدني ليجد قوات الاحتلال وقد أعادت قصف المنزل بشكل كامل!
يقول عضو فريق الدفاع… pic.twitter.com/NSHhistWL9
— Islam bader (@islambader_1988) September 24, 2025
ورأى آخرون أن الاحتلال يكرر المشهد ذاته في المكان نفسه تقريبا، حيث بقيت غادة تناشد ليومين كاملين قبل أن يصل فريق الدفاع المدني ليجد أن المنزل قد قصف مجددا وسوي بالأرض.
وأشار مدونون إلى أن غادة، مثل كثيرين من الغزيين، أرسلت محادثات ونداءات مكتوبة واتصالات من تحت الركام في محاولة للنجاة، لكن مصيرها كان كمصير الأغلبية: رسائل أخيرة لم تصل، وحياة انطفأت وسط عالم لم يسعف غزة إلا بتقدمه "الرقمي" الذي وثق اللحظات الأخيرة، بينما تركها فريسة الإبادة.
وتساءل ناشطون: متى تتوقف حرب الإبادة ضد سكان غزة العزل؟ بينما يواصل الاحتلال ارتكاب الجرائم نفسها يوميا وعلى الهواء مباشرة، وسط صمت وتواطؤ دولي فاضح.
مأساة جديدة على بُعد أمتار من جريمة قتل الطفلة "هند رجب"..
– بعد يومين، تمكن الدفاع المدني من الوصول إلى منزل الأستاذة الجريحة غادة رباح حيث كانت تتواجد مع شقيقها وطفليها، بعد إصابتها وإرسالها نداء استغاثة من منزلها في محيط مفترق المالية غرب مدينة غزة.👇 pic.twitter.com/MAVOIwSf3d
— Ms.❤️ (@alh43503_al) September 24, 2025
وختم مدونون بالقول إن قصة غادة رباح، بكل ما تحمله من تفاصيل موجعة، ليست سوى واحدة من عشرات القصص التي تتكرر كل يوم، لتكشف كيف تحول الموت تحت الركام إلى مشهد يومي مأساوي في غزة.