شفق نيوز- ديالى
على جانب طريق بغداد - كركوك المار في محافظة ديالى، نجح ناشطون ومتخصصون في الشأن البيئي بإعادة توطين وزيادة اعداد اشجار صحراوية مهددة بالانقراض في العراق من خلال مشتل على مساحة اكثر من 20 دونما، بعد تراجع اعدادها بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة.
وبهذا الصدد، قالت الناشطة البيئية واحدى مؤسسات المشروع انتصار جبار لوكالة شفق نيوز، إن "التغيرات المناخية وتأثيراتها على العراق والغطاء النباتي دفعتنا الى اعادة احياء وزيادة أعداد الأشجار العراقية الصحراوية بعدما تعرضت للاهمال والتحطيب والهلاك خلال السنوات الماضية".
وأضافت جبار، أن "المشروع اسميناه 10+1 ويعني توطين وزيادة اعداد 11 نوع من الاشجار التي تتحمل الظروف المناخية العراقية، ومن بينها السيل الاحمر والسيل الابيض والسنط العربي والطلح النجفي والسيسم والغاف والغضى".
وأشارت الى أن "المشتل يستوعب ربع مليون شتلة وفيه الان اكثر من 80 الف شجرة، ومن بين الاشجار التي نجحنا بإكثار اعدادها شجرة الطلح النجفي، حيث وصلتنا معلومات عن وجود 17 شجرة منها، متبقية فقط في النجف لكننا لم نجدها نتيجة تحويلها الى فحم اراكيل من قبل اصحاب الكافيهات، لكننا نجحنا بإعادة اكثار هذه الشجرة والان لدينا اكثر من 8 الاف شتلة منها".
وبينت جبار، أن "بعض أشجارنا العراقية وجدناها مهاجرة في بلدان اخرى وفقدانها من العراق حيث عثرنا عليها في السعودية والامارات وقمنا بجلب بذورها من هناك وزراعتها هنا في ديالى"، لافتة الى ان "الأشجار العراقية الصحراوية مهمة للبيئة واكثارها يسهم بتثبيت الكثبان الرملية وتحسين الاجواء ودعم الغطاء النباتي ونحن نقدم شتلات مجانية وشبه مجانية للجامعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية لهذا الهدف".
بدوره نبه عدنان أنور - ناشط بيئي - وأحد مؤسسي المشروع، أن "مشتلنا يضم جناحين الأول يضم النباتات والشتلات الخاصة بالمنازل والحدائق والجزرات الوسطية، والثاني يضم الاشجار الصحراوية وهي مهمة نشجع على زراعتها في المناطق الصحراوية وعلى جوانب الطرق وهي لاتستهلك مياه كثيرة".
واستدرك أنور، في حديثه للوكالة: "أشجار الطلح النجفي والسدر البري فقد اثرها في العراق وانقرضت، ونجحنا باعادة حلب بذورها وزراعتها واكثارها، فضلا عن زيادة اشجار اصلها ليس من العراق لكنها قريبة لبيئتنا مثل الغاف والسيال الاحمر بعدما جلبنا بذورها من قطر والسعودية وبلدان خليجية اخرى".
وخلص إلى القول إن "العراق يحتاج الى مشروع حزام اخضر يمتد من شمال البصرة الى منطقة البعاج بالموصل بعرض 50 كم، لكي يسهم بانخفاض درجات الحرارة بواقع 3 درجات وزيادة رطوبة الاجواء ويساعد على تساقط الامطار بفعل عملية النتح والتبخر من الأشجار الى جانب الحد من العواصف والأتربة حال اكتماله"، موضحا أن "الأمن البيئي ضروري للعراق خصوصا واننا معرضين لأجواء قاسية خلال السنوات المقبلة".