شفق نيوز- بغداد
عبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، يوم الاثنين، عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن قرب انسحاب التحالف الدولي من العراق، معتبرة أن ذلك قد يمهد لزعزعة الوضع الأمني داخل البلاد وعلى الحدود مع سوريا.
وقال عضو اللجنة ياسر وتوت لوكالة شفق نيوز، إن "هناك مخاوف حقيقة من قضية قرب انسحاب التحالف الدولي من العراق، خاصة في ظل عدم وجود استقرار أمني في عموم المنطقة، فهذا الانسحاب ربما يدفع نحو زعزعة الأوضاع الأمنية الداخلية، فهناك مخاطر قريبة من العراق خاصة في الداخل السوري واللبناني".
واضاف قائلاً: "ليس من صالح العراق انسحاب التحالف الدولي بهذا التوقيت المهم والحساس، ونحن سوف نناقش هذه المخاوف مع الجهات المختصة الحكومية الأمنية والعسكرية، سيما وأن أصل هذا القرار بيد القائد العام للقوات المسلحة العراقية، كما ان هناك مخاوف من هذا الانسحاب لدى بعض القيادات العسكرية والأمنية العراقية".
هذا وكشف متحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد، عن قرب توقيع شراكة "مدنية" بين التحالف الدولي والعراق، تزامناً مع الانسحاب "العسكري" المخطط له بحلول ايلول/ سبتمبر المقبل.
وقال المتحدث في تصريح خص به الوكالة، إن التحالف الدولي لهزيمة داعش (عملية العزم الصلب) سينتقل من مهامه العسكرية في العراق إلى شراكة أمنية ثنائية أكثر تقليدية، مؤكدا على استمرار جهود التحالف المدنية بقيادة مدنية على المستوى العالمي.
وأكد أن هذا التحول لا يعني نهاية عمل التحالف الدولي لهزيمة داعش، بل يأتي ضمن خطة التحول نحو تعزيز الاستقرار في العراق من خلال الشراكة الأمنية والتعاون المدني المستمر.
في السياق، قال مصدر حكومي عراقي، لوكالة شفق نيوز، إن الحكومة العراقية اتفقت مع دول التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على تحديد جدول زمني لبدء سحب القوات العسكرية وإنهاء مهام التحالف بحلول شهر أيلول 2026.
وأوضح المصدر، أن المرحلة الأولى من الاتفاق تنص على إنهاء مهام التحالف لدى الحكومة المركزية في شهر أيلول 2025، بما يشمل انسحاب القوات من قاعدة عين الأسد ومقر بعثة التحالف في بغداد، ونقل جزء من القوات والمعدات العسكرية إلى أربيل والجزء الآخر إلى دولة الكويت.
وأضاف أن المرحلة الثانية من الاتفاق تتضمن جدولة الانسحاب العسكري الكامل للتحالف الدولي في أيلول 2026، مشيراً إلى أن عدد قوات التحالف الدولي، الذي كان يبلغ نحو 2000 جندي ومستشار، سينخفض تدريجياً إلى أقل من 500 شخص، ليقتصر تواجدهم على أربيل، بينما سينتقل باقي العدد إلى الكويت.