شفق نيوز - كركوك / نينوى
كشف مصدر في شركة نفط الشمال بمحافظة كركوك، يوم الجمعة، عن تسجيل زيادة جديدة في حجم إنتاج الشركة من النفط الخام تصل الى 50 الف برميل يومياً.
ووصل انتاج النفط 375 ألف برميل يومياً، مقارنة بـ 325 ألف برميل يومياً في الفترة السابقة، وذلك بعد سلسلة عمليات تطوير وصيانة نفذتها الكوادر الفنية والهندسية في الشركة، وفقا للمصدر.
وأوضح المصدر ذاته، لوكالة شفق نيوز، أن الزيادة المتحققة جاءت نتيجة خطط إنتاجية مدروسة شملت حقول جمبور، بابا كركر، خبازه، وباي حسن، إضافة إلى جهود استصلاح الآبار في حقل بطمة التابع لهيئة حقول نفط نينوى، ما انعكس إيجاباً على حجم الإمدادات المخصصة للمصافي المحلية والصادرات النفطية.
استصلاح آبار بطمة في نينوى
وبحسب بيان رسمي صادر عن شركة نفط الشمال، فإن أعمال استصلاح الآبار في حقل بطمة جاءت انسجاماً مع البرنامج الحكومي نحو زيادة الطاقة الإنتاجية.
ونُفذت العمليات ميدانياً من قبل مدير هيئة حقول نفط نينوى نكتل يوسف إبراهيم، وبالتعاون مع قسم الحفر في الشركة و ملاكات شركة نفط البصرة/قسم الإنتاج.
وشملت العمليات إجراء تجربة حقلية عبر تنزيل مضخة غاطسة كهربائية متغيرة السرعة (ESP) في بئر بطمة (6)، حيث أظهرت نتائج الفحص الأولي إنتاجية بمعدل 750 برميلاً يومياً. وبعد الانتهاء من الاختبار، جرى سحب المضخة وتنزيلها داخل بئر بطمة (11) لتقييم إنتاجيته، فيما سيتم الشروع بأعمال مماثلة في بئر بطمة (9) خلال الأيام المقبلة.
التعاقد مع شركة “بي بي” البريطانية
وفي سياق متصل، كشف الخبير النفطي إحسان العلي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن وزارة النفط العراقية أبرمت مؤخراً عقد تعاون فني واستشاري مع شركة "بي بي" البريطانية، بهدف تطوير حقول نفط الشمال وزيادة كفاءة الإنتاج.
وأشار إلى أن "بي بي" ستقدم دراسات جيولوجية وفنية متقدمة باستخدام أحدث تقنيات المسح الزلزالي والتحليل الرقمي، فضلاً عن وضع خطط استثمارية طويلة الأمد تستهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى مستويات قد تتجاوز 400 ألف برميل يومياً خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف العلي أن هذه الشراكة تأتي في وقت يسعى فيه العراق إلى تنويع مصادر الدعم الفني ورفع كفاءة الحقول القديمة، خاصة في ظل التحديات المتمثلة في تراجع بعض معدلات الإنتاج الطبيعي بسبب قدم المكامن النفطية.
أثر اقتصادي وسياسي
وأكد الخبير النفطي أن، الزيادة الأخيرة في إنتاج نفط الشمال، بالتوازي مع التعاون مع "بي بي"، ستسهم في تعزيز الإيرادات المالية للدولة العراقية ودعم الموازنة العامة، خصوصاً أن أسعار النفط العالمية ما تزال تتأرجح في مستويات توفر هامش ربح جيد للعراق.
ولفت إلى أن هذه الخطوات تحمل أيضاً أبعاداً سياسية وإستراتيجية، إذ إن تطوير حقول نفط الشمال يسهم في تحقيق التوازن في الإنتاج الوطني بين الحقول الجنوبية والشمالية، ويدعم ملف التفاوض مع إقليم كوردستان بشأن صادرات النفط، لا سيما مع اقتراب استئناف التصدير من الإقليم بعد توقف استمر لأكثر من عام.
وتابع العلي القول إن، العراق يتطلع من خلال هذه الجهود إلى تعزيز مكانته في سوق الطاقة العالمي، وزيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة والشراكات الدولية، بما يضمن استدامة الإنتاج وتحسين نوعية النفط المنتج.
واختتم الخبير النفطي حديثه قائلا: "إذا ما استمرت هذه الوتيرة من العمل والتعاون، فإن السنوات المقبلة قد تشهد قفزات نوعية في إنتاج نفط الشمال، مع تحقيق مكاسب اقتصادية واضحة تصب في صالح التنمية الوطنية".