شفق نيوز- بغداد
انتقد مصدر استخباري رفيع، يوم الأحد، إعلان محافظ كربلاء نصيف الخطابي عن تفاصيل القبض على ما وصفها بـ"الخلية الداعشية" التي خططت لاستهداف زوار الأربعينية، معتبراً أن الخطوة "هدمت جهوداً استخبارية" استمرت أشهراً، وقدّمت ما يشبه بـ"طوق نجاة" لمن يقف خلف المخطط.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "طبيعة العمل الاستخباري تقوم على الكتمان حتى بعد إحباط أي مخطط إرهابي أو أمني أو حتى قضايا اقتصادية واجتماعية قد تمس الأمن العام"، مضيفاً أن "الترويج الإعلامي لا مكان له في قاموس العمل الاستخباري، وأن ما جرى من كشف تفاصيل العمليات الأمنية أضاع فرصاً ثمينة لإحباط مخططات أخرى".
وأشار إلى أن "عملية اعتقال أفراد الخلية جرت قبل أيام، وأن عددهم أكبر مما أعلنه المحافظ، وأن المحققين لم يتوصلوا بعد إلى جهات الارتباط الخارجية، والحديث عن صلة بالموساد يستند فقط إلى اعترافات لم يتم التحقق منها"، معتبراً أن الإعلان المبكر عن هذه الصلة "خطأ جسيم".
وأضاف المصدر أن "الاكتفاء بالإعلان عن إحباط مخطط إرهابي كان سيكفي، أما كشف التفاصيل الدقيقة عن الإعداد والأماكن فقد نسف عمل الأجهزة الاستخبارية"، متسائلاً عما إذا كان الإعلان تم بموافقة القيادات الأمنية العليا.
وأكد أن "نشر اعترافات عناصر الخلية قد يضاعف الضرر، رغم محاولة الأجهزة تدارك ما حدث".
وكان الخطابي قد أعلن، مساء الخميس الماضي، القبض على 22 عنصراً قال إنهم ينتمون لتنظيم داعش ولديهم اتصالات مع إسرائيل، خططوا لاستهداف القوات الأمنية والمواكب الخدمية والزائرين، بينها عملية داخل حسينية على طريق كربلاء – النجف.
لكن المصدر الاستخباري شدد على أن "الاعترافات ليست دليلاً قاطعاً في التحقيقات، إذ قد تكون مضللة لتشتيت الجهود الأمنية عن الجهات الحقيقية"، معتبراً أن الإعلان خلال ذروة الزيارة الأربعينية "يبث القلق بين الزوار بدلاً من طمأنتهم"، وواصفاً ما جرى بأنه "دعاية انتخابية مبكرة" أجهضت جهود متابعة امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر داخل وخارج البلاد.
وختم المصدر بالقول: "للأسف، تحولت جهود المخابرات والاستخبارات في وزارتي الداخلية والدفاع والأمن الوطني إلى مادة للمزايدات السياسية والانتخابية. ومحافظ كربلاء ضيّع علينا الخيط والعصفور".
يُذكر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، القائد العام للقوات المسلحة، كان قد زار كربلاء في اليوم ذاته لافتتاح مشاريع خدمية ومتابعة الخطة الأمنية للزيارة، وعقد مؤتمراً صحفياً، لكنه لم يتطرق إلى ملف الخلية التي كشف عنها المحافظ.