آخر الأخبار

تعاون عراقي - ياباني للكشف عن "أسرار" الآثار في صلاح الدين

شارك

شفق نيوز- صلاح الدين

باشرت البعثة اليابانية للمسح الآثاري أعمالها في جنوب محافظة صلاح الدين، يوم الاثنين، ضمن برنامج التعاون المشترك الذي تنفذه الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية بالتنسيق مع الدول الصديقة، بهدف تعزيز جهود التنقيب والحفاظ على الإرث الحضاري في البلاد.

وقال مفتش آثار صلاح الدين، سامي صالح ضامن، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "البعثة برئاسة البروفيسور الياباني ناوهيكو كاواكامي، يرافقه فريق فني من مفتشية آثار صلاح الدين، وقد بدأت نشاطها في مراقبية آثار وتراث الدجيل، وتشمل الأعمال مسحاً ودراسة لموقعين أثريين مهمين هما (تل الصنكر ومدينة عكبرى التاريخية)".

ويُعد "تل الصنكر" من المواقع الأثرية غير المستكشفة بالكامل، ويقع جنوب قضاء الدجيل بمحافظة صلاح الدين، حيث تشير الشواهد السطحية إلى وجود طبقات سكنية تعود لفترات تاريخية متعددة، يُرجح أن بعضها يعود إلى العصر البابلي أو ما قبله، مما يجعله موقعاً واعداً للدراسة والتنقيب.

أما مدينة "عكبرى"، فهي مدينة تاريخية قديمة ذُكرت في العديد من المصادر الإسلامية والآشورية، وكانت تشكل مركزاً حضرياً مهما خلال العصور العباسية، وتقع على مقربة من نهر دجلة، ما منحها دوراً اقتصادياً وثقافياً بارزاً في العصور الوسطى.

كما يأمل المختصون أن تسهم أعمال المسح والتنقيب في الكشف عن تفاصيل جديدة تعزز فهمنا لطبيعة الحياة والاستيطان في هذه المناطق خلال الحقب التاريخية المختلفة.

اكتشافات جديدة

وفي السياق ذاته، قال الخبير الآثاري حسن علي، لوكالة شفق نيوز، إن "الموقعين اللذين باشرت البعثة اليابانية العمل فيهما يُعدّان من أهم المواقع غير المكتشفة بشكل منهجي في جنوب صلاح الدين"، موضحاً أن "الآثار السطحية والقطع الفخارية المنتشرة في محيط تل الصنكر وعكبرى، تُشير إلى وجود استيطان بشري يمتد لعدة عصور، ما يجعل منهما هدفين واعدين للكشف عن طبقات حضارية غنية".

وأشار إلى أن التعاون مع البعثات الأجنبية، خصوصاً ذات الخبرات العلمية العريقة مثل البعثة اليابانية يمثل فرصة مهمة لتوثيق ودراسة تلك المواقع بطرق علمية حديثة، تضمن حماية التراث العراقي وتقديمه للعالم بصورة دقيقة وموثوقة".

300 موقع أثري

في حين، قال مصدر في مفتشية آثار صلاح الدين، إن "عدد المواقع الأثرية المسجلة رسمياً في عموم المحافظة يتجاوز الـ300 موقع، موزعة على مختلف الأقضية والنواحي"، مضيفاً أن "العديد من تلك المواقع ما تزال بحاجة إلى تنقيبات أثرية ومسوحات علمية متقدمة".

وأوضح المصدر لوكالة شفق نيوز، أن "قضاء سامراء يتصدر قائمة المناطق الأثرية من حيث الأهمية، باحتوائه على مواقع مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي، أبرزها الجامع الكبير والمئذنة الملوية، إلى جانب مواقع إسلامية وتاريخية تمتد إلى العصر العباسي".

وأضاف أن "مدينة تكريت تضم مواقع تعود للعصور الآشورية والعباسية، مثل قلعة تكريت وقصر الخلافة، بينما تحتوي أقضية الشرقاط، بيجي، الضلوعية، الدجيل، العلم، يثرب، الطوز، والدور على عشرات التلال والمواقع التي تمثل طبقات حضارية متعاقبة، يعود بعضها إلى آلاف السنين".

وأشار المصدر إلى أن "هناك مواقع عديدة غير مدرجة بعد ضمن السجل الوطني للآثار، لكنها موثقة ميدانياً، وتنتظر إدراجها رسمياً وإجراء أعمال تنقيب تحفظ قيمتها التاريخية".

فيما دعت مفتشية آثار صلاح الدين، بالتنسيق مع الهيئة العامة للآثار والتراث، إلى تعزيز التعاون مع الجامعات المحلية والبعثات الأجنبية، من أجل تفعيل مشاريع المسح والتنقيب، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري الغني للمحافظة، الذي يشكل جزءاً مهماً من تاريخ العراق والمنطقة.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا