شفق نيوز- بغداد
أكد مرصد "العراق الأخضر" المتخصص بشؤون البيئة، يوم الأربعاء، أن العراق بحاجة إلى زراعة 15 مليار شجرة لمجابهة التغير المناخي والتصحر الممتد على أراضٍ تُقدر بنسبة 60 بالمئة من مساحة البلاد، كما اعتبر أن العاصمة بغداد باتت غير صالحة للعيش نتيجة التلوث بالغازات فيها.
وقال عضو المرصد عمر عبد اللطيف لوكالة شفق نيوز، إن "التصحر طال 60 بالمئة من أراضي العراق، لذلك ينبغي العمل على تحويل هذه النسبة لمساحات خضراء، من خلال زراعة 15 مليار شجرة لمجابهة التغير المناخي الحاصل ودرجات الحرارة المرتفعة".
وأوضح، أن "زراعة هذه الأشجار مهم لتكون مصدات للعواصف الغبارية والترابية والرملية، ومن أهم هذه الأشجار هي الصنوبريات والدودونيا، كونها أشجار تكون كبيرة وتتحمل الأجواء العراقية ومعمّرة وتعمل كمصدات وإمكانية أن تنمو بسرعة كبيرة".
وأشار عبد اللطيف، إلى أن "الأجواء العراقية تعاني من انتشار الغازات فيها مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهو ما يحصل في بغداد حالياً حتى باتت مدينة غير صالحة للعيش بسبب ارتفاع نسبة التلوث فيها، وهو ما يُقصد به انتشار الغازات، وهذه مشكلة كبيرة يجب إيجاد معالجات لها"، لافتا الى ان "المشكلة الاكبر تتمثل بأن زراعة الأشجار يحتاج إلى مياه، في وقت العراق يعاني من شحة فيها، لهذا يجب أن تكون هناك طرق حديثة لسقي الأشجار وليس الاعتماد على الطرق القديمة بفتح الصنابير أو غيرها".
ويشهد العراق منذ سنوات موجات حرارة غير مسبوقة تجاوزت في بعض المناطق عتبة الـ 50 درجة مئوية خلال أشهر الصيف، ما يثير مخاوف بيئية وصحية متزايدة.
ويرى متخصصون أن هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة ناتج عن مزيج معقّد من العوامل الطبيعية والبشرية، أبرزها التغير المناخي، وشح الأمطار، والجفاف، والتصحر، بالإضافة إلى التأثير طويل الأمد للحروب والنشاطات العسكرية التي شهدها العراق على مدى العقود الماضية.
وكان العامل البشري، بحسب المتخصصين، له تأثير لا يقل خطورة، إذ أدت الحروب دوراً جوهرياً في تفاقم المشكلة، فقد شهد العراق، منذ تسعينيات القرن الماضي، سلسلة من الصراعات العسكرية التي كان لها أثر مباشر وغير مباشر على البيئة.