في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شفق نيوز– البصرة
في مشهد يجمع بين رمزية عاشوراء وواقع المعاناة اليومية، خرج العشرات من أبناء قضاء الهارثة شمالي البصرة، مساء الجمعة، في تظاهرة غاضبة أمام بوابة مشروع ماء البصرة الكبير، للمطالبة بإيصال المياه الصالحة للاستخدام إلى مناطقهم، في ظل استمرار أزمة شح وتلوث المياه التي تعصف بالقضاء منذ سنوات.
ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من أبناء المواكب الحسينية، لافتات تندد بما وصفوه بـ"التهميش المزمن"، مرددين شعارات تطالب بإنهاء معاناتهم وتأمين حقهم في مياه نظيفة، رغم قربهم الجغرافي من أحد أضخم المشاريع المائية في العراق، والممول بالقرض الياباني.
وقال رئيس جمعية الأهوار وممثل المتظاهرين، حسين صباح، لوكالة شفق نيوز، إن "هذه التظاهرة خرجت من رحم المواكب الحسينية، حيث ترك المشاركون مواقع خدمتهم ليتجمعوا أمام المشروع، بعدما بلغت أزمة المياه ذروتها"، مشيراً إلى أن المشروع "لا يضخ الماء إلى مناطقهم، في وقت لا أحد يوضح أين تذهب هذه الكميات، وهل تُحوّل إلى مركز المدينة أو تُستخدم لأغراض أخرى؟".
وأضاف أن المتظاهرين قرروا الدخول في اعتصام مفتوح، قبل أن ينسحبوا مؤقتاً بعد منتصف الليل احتراماً لأيام عاشوراء، مع تأكيد نيتهم استئناف التصعيد بعد انتهاء المناسبة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
وأوضح صباح أن "قضاء الهارثة يُعد من أكثر مناطق البصرة تضرراً من أزمة المياه، إذ يعتمد الأهالي على الحوضيات أو المياه المالحة غير الصالحة للاستهلاك، رغم قربهم من المشروع الذي كان يفترض أن ينهي معاناتهم"، مؤكداً أن استمرار هذا التهميش "ولد شعوراً بالغبن لدى السكان ودفعهم إلى التحرك الشعبي".
وتشهد محافظة البصرة، منذ أعوام، أزمة مزمنة في مياه الشرب نتيجة التلوث والملوحة وغياب التخطيط الخدمي، ما يدفع السكان بين الحين والآخر إلى الاحتجاج والمطالبة بحلول جذرية ومستدامة.