"تهميش مزمن" للخدمات يجدد الحراك الشعبي شمالي البصرة (فيديو)

شفق نيوز/ تجدد الحراك الشعبي شمالي البصرة، مساء اليوم الأربعاء، احتجاجاً على الواقع الخدمي المتردي الذي يعاني منه القضاء منذ سنوات.

وقال الأستاذ الجامعي محمد الياسري، أحد منظمي الحراك، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "قضاء الهارثة يعاني من تهميش مزمن ونقص حاد في مختلف الخدمات الأساسية، بدءاً من تلوث مياه الشرب، ومروراً بالشوارع المتهالكة التي لا تتوفر فيها أدنى مقومات البنية التحتية، ووصولاً إلى الواقع التعليمي المتراجع نتيجة قلة المدارس وتدهور مستواها".

وأضاف أن "المرافق الحيوية في القضاء تُركت دون رعاية حكومية تُذكر، فالمؤسسات الصحية تفتقر لأبسط الإمكانات، ولا تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة من المراجعين، ومع ذلك، لم تلقَ مطالباتنا المستمرة أي اهتمام من الجهات المعنية"، مؤكدًا أن "البصرة بكل أموالها خُصصت فقط للمركز، بينما حُرمت الأقضية والنواحي من أبسط حقوقها".

من جانبه، أوضح عمار عبد الحي، أحد منظمي الحراك، لوكالة شفق نيوز، أن "الحكومة المحلية تتحجج بأن أغلب أراضي الهارثة مصنفة كأراضٍ زراعية أو تابعة للنفط، و تدعي أن القانون لا يشملها بالتخطيط الخدمي، وهذا مبرر غير مقبول، ولا يمكن تصديقه، و نطالب بيبان ذلك بوثائق رسمية و إعلان واضح من مجلس المحافظة لا الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية هنا وهناك".

وتابع أن "الأقضية القريبة لمركز المحافظة مثل قضاء أبي الخصيب قد شُملت حتى شوارعه الفرعية بالخدمات، فلماذا هذا التمييز وخلق حالة من العنصرية بين أبناء المدينة الواحدة؟"، مطالباً بالإسراع في افتتاح مستشفى الهارثة العام وتأهيل المراكز الصحية، بالإضافة إلى تفعيل خطوط الإسعاف الأولية الخافرة للتعامل مع الحالات الطارئة.

وشدد عبد الحي، أن "الحكومة مطالبة باستكمال الترتيبات التنظيمية للقضاء عبر تسمية الوحدات الإدارية وإقرار التصميم الأساسي، إلى جانب تفعيل مكتب تشغيل الهارثة بما يضمن التوزيع العادل لفرص العمل بين أبناء المنطقة".

واختتم حديثه بالقول "مطالبنا واضحة وصريحة وتشمل الخدمات العامة والصحية والتربوية، لاسيما توسعة وتبليط شارع بغداد الرابط بين الهارثة وبقية المناطق والمحافظات، كخطوة أساسية نحو فك العزلة عن القضاء وتحسين مستوى معيشة سكانه".

يشار إلى أن الأقضية والنواحي الواقعة شمالي محافظة البصرة تعاني منذ سنوات من تردي الخدمات الأساسية بشكل كبير، وبالأخص الصحي ومياه الشرب مما أدى إلى تفشي أمراض جلدية وفي الجهاز التنفسي للعديد من سكان هذه المناطق.

ومنذ سنوات يخرج الأهالي بتظاهرات وينظمون وقفات احتجاجية على تردي الخدمات، وخلال العام الحالي شهدت الاحتجاجات تكثيفاً من قبل الأهالي الذين شكوا في مناسبات عدة عبر وكالة شفق نيوز من عدم استجابة الحكومتين المحلية والاتحادية لمطالبهم.