شفق نيوز/ تعاني المحافظات العراقية بضمنها الفرات الأوسط وهي (النجف، كربلاء، الديوانية، بابل) إضافة إلى المثنى من تردٍ واضح في تقديم الخدمات، أبرزها توفير الكهرباء الوطنية، فيما يحمّل مراقبون المجالس والحكومات المحلية وحتى بغداد، مسؤولية تفاقم هذه الأزمة المتكررة مع كل موسم صيف دون وضع حلول جذرية لإنهائها .
ويشكو مواطنو محافظات الفرات الأوسط من أزمة خانقة في الكهرباء منذ أكثر من أسبوع، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على الطاقة، مقابل ضعف في البنية التحتية وغياب العدالة في توزيع الطاقة بين المحافظات .
ونتيجة لذلك، تشهد هذه المحافظات ومناطق متفرقة من البلاد تظاهرات احتجاجية شملت قطع طرق رئيسية وإشعال الإطارات، واشتباكات محدودة بين المحتجين والقوات الأمنية، كما حدث في محافظتي النجف والديوانية الأسبوع الماضي .
ورغم وعود الحكومة المتكررة بتحسين واقع الكهرباء، إلا أن المواطنين لا يزالون يعتمدون على المولدات الأهلية التي تشكل عبئاً مالياً متزايداً، وسط مطالبات بضرورة الاستعجال في إصلاح المنظومة الكهربائية وزيادة حصص المحافظات .
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس لجنة الاقاليم والمحافظات البرلمانية، النائب عن محافظة كربلاء، جواد اليساري، إن "كل المحافظات بضمنها كربلاء تعاني من نقص في تجهيز الكهرباء الوطنية رغم وجود محطتي الخيرات والكمالية فيها ".
وأشار اليساري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "هاتين المحطتين تخضعان لتحكم وزارة الكهرباء، ولا سلطة للحكومة المحلية عليهما"، مطالباً "الحكومة المركزية بالاستعجال في إصلاح الكهرباء وزيادة حصص المحافظات ".
وعن التأثير السياسي وسوء الإدارة على الأزمة، أوضح أن "محافظات الديوانية والنجف وبابل تعاني من ضعف الخدمات بسبب النزاع بين الكتل حول تغيير بعض المحافظين، وعدم استقرار الحكومات المحلية في هذه المحافظات، وكذلك بسبب قلة التخصيصات المالية أو تبذيرها في مشاريع غير ذات جدوى ".
ولا يقتصر تردي الخدمة على محافظات معينة، إذ أكد عضو مجلس محافظة بابل، محمد المنصوري، أن "الواقع الخدمي في العراق إجمالاً سيء ودون الطموح، بما في ذلك محافظة بابل التي تعاني منذ أكثر من 10 سنوات وتطالب بإصلاح الواقع وتوفير الخدمات، لكن لاتوجد أذان مصغية، لا من مجلس المحافظة ولا من الحكومة المحلية ".
وبين المنصوري، خلال حديثه للوكالة، أن "بابل تعد من المحافظات الأشد فقراً، وتعاني إلى جانب سوء الخدمات من بطالة عالية تشمل 5 آلاف خريج يبحث عن فرصة عمل، ويخرج هؤلاء منذ 9 أشهر بتظاهرات دون حلول ".
ولفت إلى أن "محافظات الفرات الأوسط تعد من المناطق الأكثر كثافة سكانية، لكن رغم ذلك يلاحظ أن الحكومة المركزية أهملتها بالمطلق، بل يتم سرقة ما تنتجه من طاقة كهربائية وتحوّل لباقي المحافظات، لذلك نحن مع الاحتجاجات السلمية للضغط على الحكومة المركزية والحكومات المحلية لحل هذه الأزمة ".
ويتظاهر عدد من أهالي محافظات الفرات الأوسط بضمنها محافظة النجف منذ أسبوع بسبب قلة تجهيز الكهرباء الوطنية حتى وصل الانقطاع إلى ست ساعات مستمرة بالمحافظة، وفق الناشط من محافظة النجف، علي تويج .
ونبه تويج، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "واقع الخدمات في محافظة النجف يفتقر لأبسط المقومات نتيجة الإهمال والتقصير في إدارة الشؤون الخدمية، ويشمل ذلك الماء وتراكم النفايات والأنقاض قرب المدارس والدور السكنية وحتى قرب الدوائر الحكومية والمستشفيات".