آخر الأخبار

"أبو الباجات".. حكاية شاب تمسك بإرث عائلته المهني ودخل قلوب الزبائن (صور)

شارك

شفق نيوز/ في زقاقٍ شعبي وسط سوق مدينة الرمادي في الانبار، حيث تختلط رائحة البهارات بالبخار المتصاعد من قدورٍ عملاقة، يبدأ أحمد عواد سلمان، يومه منذ الساعة السابعة صباحاً، كما اعتاد منذ سنوات، يفتح محله الصغير المتواضع، المعروف بين الأهالي باسم "أبو الباجات"، ليستقبل زبائنه من محبي هذه الوجبة التراثية الثقيلة على المعدة، والخفيفة على القلب.

أحمد لم يبدأ من الصفر، فهو الوريث لخط طويل من الطهاة الشعبيين، إذ يعمل في مهنة الباجة منذ العام 2017، لكنه لا يدّعي الريادة، بل يفتخر بأن والده وجده كانا من أوائل من اشتغلوا في طبخ وبيع الباجة في منطقته منذ سبعينيات القرن المنصرم. الباجة بالنسبة له ليست مجرد مهنة، بل إرث عائلي ومصدر فخر وارتباط بالماضي.

في محله، حيث لا يفصل بين الطباخ والزبون سوى منضدة معدنية تجمعهم بضع كلمات ودية، يشرح أحمد الفرق بين الباجة المصنوعة من الغنم وتلك من البقر.

ويقول أحمد إن "الأهالي يفضلون باجة الغنم لما فيها من طراوة ونكهة تقليدية، فيما يفضل البعض باجة البقر، خاصة عندما تكون مستوردة من البرازيل عبر منافذ البصرة، لما فيها من لحم وفير وسعر معقول".

ويضيف: “الناس أذواق، وأنا أجهز للجميع، الغنم والبقر، حسب الرغبة".

ولا توجد تسعيرة موحدة في هذا السوق الشعبي، لكن أحمد يلتزم بمبدأ لا يتغير قائلاً: "باجة الغنم مع التنظيف الكيلو بخمسة آلاف دينار، وإذا أراد الزبون شراءها كاملة بعد التنظيف فهي بخمسة عشر ألفاً".

أما عن الإغلاق، فيقول إنه لا يرتبط بساعة محددة، بل "حسب الرزق"، إذ قد يغلق الظهر أو العصر، وأقصى حد هو بعد صلاة المغرب حين تنفد الكمية وتُغسل القدور.

ورغم بساطة محله، إلا أن أحمد لا يرى نفسه وحيداً في الميدان. فمطاعم كبيرة مثل "مطعم البغدادي"، تشتهر بطبخ الباجة، وتستقطب الزبائن من كل مكان. لكنه يؤمن أن "النكهة ليست بالحجم، بل بالنية، والرزق على الله".

يتحدث أحمد عن جانب آخر من المهنة: الإيجارات. يقول إن "كلفة إيجار المحل تتفاوت من مكان لآخر، فقد يدفع البعض مليون دينار، وآخرون فوق ذلك، وهناك من يدفع 500 ألف فقط، حسب الموقع ومساحة المحل والخدمات".

حين يُسأل عن سبب تمسكه بالباجة رغم كل التحديات، يبتسم ويجيب: "هاي مو بس مهنة، هاي هويتنا، ريحة الباجة الصبح تذكرني بأيام الوالد والجد، وبالناس الطيبة اللي كانت تجي للمحل من كل صوب".

في عالم يتسارع نحو الوجبات السريعة والطلب عبر التطبيقات، يبقى "أبو الباجات" شاهداً حياً على قيمة الأكل الشعبي ومذاق الذكريات. ومادامت القدور تغلي، ستبقى الباجة حكاية تُروى، بطعم الهيل والحمص والبصل.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا