شفق نيوز/ بين فترة وأخرى يحتشد مجموعة من المهندسين العراقيين في العاصمة بغداد احتجاجاً على البطالة التي يعانون منها ما إن يكملوا دراستهم الجامعية، وعلى مدار السنوات الماضية ينظمون في كل عام تظاهرة بعضها تحولت إلى اعتصامات مفتوحة، تم فضّ بعضها بـ"القوة" من قبل القوات الأمنية.
وطوال هذه السنوات كانوا يتلقون الوعود تلو الوعود من بعض النواب والمسؤولين، إلا أن شيئاً على أرض الواقع لم يتحققوا، كما يؤكدون.
واليوم الاثنين عادوا لما أصبح "طقساً سنوياً" حيث تجمعوا من مختلف المحافظات العراقية في منطقة العلاوي وسط العاصمة بغداد، ورفعوا لافتات طالبوا فيها رئيس الوزراء بـ"إنصاف خريجي كليات الهندسة المهمشين والمنسيين منذ سنوات طويلة".
وهددوا بأن تظاهراتهم السلمية ستتحول الى اعتصام مفتوح حتى الاستجابة لمطالبهم المشروعة في التوظيف.
ويوضح المهندس عمر محمد، ممثل المتظاهرين عن محافظة ديالى، أن "شريحة المهندسين تعد من الشرائح التي عانت التهميش منذ العام 2003، إذ لم تحصل هذه الشريحة على فرص التعيين الحكومي أسوة بالخريجين الآخرين، إلا بنسب بسيطة لا تتوافق مع أعداد المهندسين".
ويضيف في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "المهندسين هم من الفئات المهمة التي تبني البلد، وجميع الوزارات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص بحاجة للمهندسين بمختلف اختصاصاتهم".
ويلفت محمد، إلى أن "آلاف الطلبة يتخرجون سنوياً من كليات الهندسة دون أن يحصلوا على فرص عمل سواء بالتعاقد أو التوظيف في القطاعين العام والخاص"، مشدداً على ضرورة قيام نقابة المهندسين في البحث عن صيغة قانونية تتواصل من خلالها مع شركات القطاع الخاص لإيجاد فرص عمل للمهندسين العاطلين.
ويرفض بعض المهندسين فكرة العمل بالقطاع الخاص لأسباب شتى، ويصرون على ضرورة تعيينهم في القطاع الحكومي لضمان مستقبلهم.
وبهذا الشأن، تقول المهندسة المتظاهرة من محافظة واسط، إنعام تحسين، إنها تخرجت من كلية الهندسة منذ ستة أعوام ولم تحصل على فرصة عمل.
وتؤكد في حديث لوكالة شفق نيوز "هناك مهندسون تخرجوا قبلي بأعوام وما زالوا يعانون من البطالة".
وتشير إلى أن "العمل في القطاع الخاص يحتاج إلى خبرة ميدانية لا يمتلكها المهندس المتخرج حديثاً، لذلك فمن الصعب الحصول على عمل بهذا القطاع، فضلاً عن ذلك فإن القطاع الخاص يستهلك الإنسان من خلال طول ساعات العمل وعدم منح أرباب العمل عطلة أو استراحة أسبوعية لموظفيهم".
بدوره يعرب المهندس المتظاهر من محافظة بغداد، فاضل ثامر، عن أسفه لعدم "إنصاف" المهندسين من قبل الحكومة ومجلس النواب.
ويلفت في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "نحو 40% من أعضاء مجلس النواب هم من المهندسين لكنهم لم يحركوا ساكناً في ملف خريجي كليات الهندسة العاطلين عن العمل منذ سنوات، ولم يقوموا بتشريع قوانين حديثة تنعش هذه الشريحة المهمشة".
ويؤكد ثامر أنه جرب العمل في القطاع الخاص لمدة شهرين ولم يحصل على مقابل مالي لقاء عمله وما زال يطالب به دون جدوى، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية أن تتولى الحكومة توظيفهم في القطاع الحكومي على الملاك الدائم، فهو الحل الوحيد لإنصافهم وإنهاء معاناتهم.