في أول تصريحاته البارزة عقب توليه منصب المستشار الألماني، وجَّه فريدريش ميرتس تحذيرًا واضحًا لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيًا إياها إلى عدم التدخل في السياسة الداخلية الألمانية؛ وذلك عقب الدعم العلني الذي أبداه مسؤولون أمريكيون لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وفي حديث لقناة تلفزيونية ألمانية رسمية قال ميرتس إنه سيُجري مكالمة هاتفية رسمية مع ترامب يوم الخميس المقبل، وسينقل خلالها رسالة سياسية، مفادها: "الشؤون الداخلية الألمانية ليست مجالاً للتدخلات الأجنبية"، مضيفًا بأن بلاده تتوقع من واشنطن النأي بنفسها عن الاعتبارات السياسية الفئوية داخل أوروبا.
وفيما بدا أن المستشار الألماني الجديد يستبق أي تصعيد محتمل قال في مقابلة إعلامية إنه سيُبلّغ إدارة ترامب مباشرة بضرورة احترام السيادة الألمانية، مشيرًا إلى رفضه الدعم الأمريكي العلني لحزب البديل.
وقد جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تقارير، نقلها "العربية.نت"، أظهرت حجم التأييد الذي تلقاه الحزب المتطرف من مسؤولين في واشنطن؛ ما أثار قلق الأوساط السياسية في برلين.
لم تكن مسيرة ميرتس نحو المستشارية سهلة؛ إذ اضطر إلى خوض جولة ثانية من التصويت البرلماني؛ ليُنتخب بفارق ضئيل، في مؤشر على هشاشة التوازن داخل الائتلاف الحاكم.. فقد حصل على 325 صوتًا من أصل 630 في البوندستاغ؛ ليتم تعيينه رسميًّا من قِبل الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير.
ويُعد هذا السيناريو غير مسبوق في ألمانيا الحديثة منذ الحرب العالمية الثانية؛ وهو ما يعكس حجم التحديات السياسية التي سيواجهها ميرتس داخليًّا وخارجيًّا.
وبالرغم من الأجواء السياسية المتوترة، تلقى ميرتس دعمًا دوليًّا واسعًا؛ إذ سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تهنئته، داعيًا إلى تعزيز الدور الألماني في أوروبا.
فيما أعلنت المفوضية الأوروبية عبر رئيستها أورسولا فون دير لاين استعدادها الكامل للتعاون معه. كما رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة مرتقبة لميرتس إلى باريس، وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أهمية التعاون الثنائي في مواجهة التحديات الأوروبية، وخصوصًا الاقتصادية منها.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، فقد أشاد بحس ميرتس القيادي، مؤكدًا أن ألمانيا ستلعب دورًا جوهريًّا في جهود الردع والدفاع في ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة.