آخر الأخبار

في سوق الرمادي.. عبد الستار الأنباري يرسم "الأمل بالألوان" متحدياً الإعاقة

شارك

شفق نيوز/ وسط زحمة السوق وأصوات الباعة، يلوّن عبد الستار الأنباري رصيف الرمادي ببالوناته الزاهية. شاب ثلاثيني من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يعرف الكسل طريقاً إليه، ولا يشتكي من حالٍ ضاق عليه كما ضاقت المدينة على أمثاله.

بابتسامة ثابتة، وعزيمة أقوى من عوائق الجسد، يكسب الأنباري رزقه من بيع البالونات للأطفال، في مشهد يومي صار مألوفاً لرواد السوق، لكنه يحمل في طياته قصة كفاح لا يراها الجميع.

يقول الأنباري لوكالة شفق نيوز "أنا راضٍ بحالي والحمد لله، أشتغل وأكسب من عرق جبيني، لا أمد يدي لأحد". بهذه الكلمات البسيطة يختصر هذا الشاب الأنباري تجربته الحياتية التي تُروى بحروف من صبر.

عبد الستار، ابن الـ32 عاماً، يملك عربة صغيرة يملؤها ببالونات ملوّنة يبيعها للمارّة في سوق الرمادي الكبير. رغم إعاقته، لم يتكئ على المساعدة، بل اختار أن يعيل نفسه بكرامة.

ويؤكد أن دخله اليومي "مقبول"، لكنه لا يخفي استياءه من قلة الدعم الذي يتلقاه ذوو الاحتياجات الخاصة في الأنبار.

ويضيف: "نحن فئة كبيرة بالمجتمع، كثير منّا عنده طموحات وقدرات، لكن لا يوجد دعم، لا يوجد التفات حقيقي من الجهات المسؤولة. نريد فرصة لنعيش بكرامة".

وفي الأنبار، يعيش المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ظروفاً صعبة نتيجة الحرب والإهمال وغياب البنى التحتية الداعمة، حيث تندر فرص العمل المخصصة لهم، وتغيب المشاريع الحكومية التي تراعي احتياجاتهم. وتقتصر المساعدات في الغالب على مبادرات فردية أو حملات موسمية محدودة.

الناشطون المحليون يرون أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل، وتوفير بيئة تعليمية ومجتمعية دامجة، هي خطوات أساسية للنهوض بحقوقهم.

ومع ذلك، تبقى نماذج مثل عبد الستار الأنباري شاهدة على قدرة الإنسان على تجاوز الصعاب حينما يمتلك الإرادة.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا