شفق نيوز/ شهدت محافظة الأنبار في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في حوادث هجوم الكلاب السائبة على الأطفال، مما أثار حالة من القلق بين الأهالي ودفعهم إلى مناشدة الجهات المعنية للتدخل العاجل ووضع حد لهذه الظاهرة المتفاقمة.
وأفاد شهود عيان في مناطق متفرقة من الأنبار بوقوع عدة هجمات للكلاب السائبة على الأطفال، كان آخرها في منطقة "السورة"، حيث تعرض طفل لإصابات بالغة جراء هجوم مجموعة من الكلاب عليه أثناء عودته من المدرسة.
وتحدث محمد صلال، والد الطفل المصاب، لوكالة شفق نيوز، قائلاً "لم نكن نتوقع أن تصل خطورة الكلاب السائبة إلى هذا الحد، باتت حياتنا وحياة أطفالنا في خطر مستمر".
وتفاعل العديد من المواطنين مع هذه القضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار الكلاب السائبة، وتفعيل حملات مكثفة لمكافحة هذه الظاهرة.
من جانبه، أكد مصدر في دائرة البلدية بالمحافظة، لوكالة شفق نيوز، أن "هناك خطة للتعامل مع هذه المشكلة من خلال إطلاق حملات لإبعاد الكلاب السائبة"، مشيراً إلى أن "نقص الموارد والدعم يشكل عائقاً أمام تنفيذ هذه الخطط بشكل فعال".
ويحذر أطباء من انتشار الأمراض المرتبطة بعضات الكلاب، مثل داء الكَلَب، والذي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل فوري. ويؤكدون على أهمية توفير اللقاحات وتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.
وفي حديثه حول مشكلة الكلاب السائبة، أوضح الناشط المدني محمد الدليمي لوكالة شفق نيوز، أن "هذا الموضوع يتطلب تعاوناً بين مختلف الجهات المعنية مثل الطب البيطري، والبلدية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الوضع".
وأضاف "هناك مقترحان رئيسيان لحل هذه المشكلة، الأول هو إنشاء محمية خارج المدينة أو القضاء، كما هو الحال في محافظة أربيل، حيث يتم جمع هذه الكلاب بشكل إنساني للحفاظ على الأمن وحماية الحيوان أيضاً".
وتابع "أما المقترح الثاني، فيتمثل بتطعيم قطع من اللحم بلقاحات مضادة لداء الكَلَب وغيره من الأمراض التي تنقلها الكلاب للإنسان، وتكون هذه العملية تحت إشراف الجهات الأمنية، وبدعم من دائرة الطب البيطري والبلدية، لضمان عدم تأثير هذه العملية على سلامة المواطنين".
وأشار الدليمي إلى أن "الهدف من هذه الإجراءات هو الحفاظ على أرواح المواطنين، في ظل تزايد حالات الهجوم من قبل الكلاب السائبة، بالإضافة إلى العمل على توفير حلول إنسانية لعدم التعرض لهذه الحيوانات بأذى".
وتابع أنه "لا بد من إشراك المجتمع المحلي في متابعة هذه الحلول، لضمان تنفيذها بشكل فعال وآمن".
ويطالب الأهالي بتكاتف الجهود بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لوضع خطط فعالة ومستدامة لمكافحة الكلاب السائبة، سواء من خلال إنشاء ملاجئ خاصة أو تنظيم حملات تعقيم للحد من تكاثرها.
وتبقى المخاوف قائمة في ظل استمرار انتشار هذه الظاهرة، في حين يأمل المواطنون بتحرك جاد وسريع يضمن سلامة أطفالهم ويوفر بيئة آمنة للجميع.