شفق نيوز/ أكد مدير آثار الأنبار، عمار علي حمدي، يوم الاثنين، أن أعمال الصيانة الخاصة بمنارة هيت التاريخية لم تبدأ حتى الآن بسبب عدم توفر التخصيصات المالية، رغم المناشدات المستمرة من الهيئة العامة للآثار إلى دائرة الوقف السني، باعتبارها الجهة المالكة للجامع والمسجد والمنارة وفقًا لقانون الآثار رقم 55 لسنة 2002، الذي يلزم مالك العقار الأثري أو شاغله بالصيانة.
وأوضح حمدي، لوكالة شفق نيوز، أن التشققات في بدن المنارة والتصدعات في قاعدتها باتت تشكل خطرًا حقيقيًا، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً قبل أن تتعرض للانهيار، لا سمح الله"، مضيفاً أن "المنارة لم تشهد أي تغيير في وضعها الحالي، لكنها بحاجة إلى صيانة هندسية متخصصة، حيث لا يمكن لأي شخص أو مهندس غير مختص أن يقوم بهذا العمل، نظرًا لدقته وحساسيته".
وشدد مدير آثار الأنبار، على ضرورة الإسراع بتوفير الميزانية المطلوبة، والتعاقد مع شركة متخصصة لإجراء الإصلاحات وفق معايير علمية تحفظ القيمة التاريخية والمعمارية للمنارة، معربًا عن أمله في أن يتم تخصيص المبلغ اللازم قريبًا لإنقاذ هذا المعلم الأثري المهم.
وتشكل منارة الفاروق التاريخية في مدينة هيت أحد أبرز المعالم الأثرية في محافظة الأنبار، إذ تعكس طابعًا معماريًا فريدًا يمتد لقرون من الزمن، إلا أن هذه المنارة تواجه خطر الانهيار نتيجة الإهمال والتغيرات البيئية، ما دفع الجهات المعنية إلى إطلاق جهود مشتركة لإنقاذها وصيانتها بهدف الحفاظ على هذا الإرث الحضاري المهم .
ويعتبر جامع الفاروق في هيت، من جوامع ومساجد العراق التاريخية القديمة، ويقع في مدينة هيت في محافظة الأنبار .
وشيد الجامع في بداية الفتح الإسلامي للعراق عام 17 هـ/639م، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وبني أثناء فتح هيت من قبل القائد المسلم الحارث بن يزيد القرشي، وكان مشيدا بالحجارة، ويقع على مرتفع من الأرض ويبدأ بسلالم وتعلوه منارة مئذنة بارتفاع 25 متراً، والمنارة ذات حوض أسطواني واحد مغلفة بمادة النورة حيث كان برجاً للمراقبة قبل الفتح الإسلامي لمنطقة هيت.