شفق نيوز/ كشفت لاجئة سورية تقيم في مخيم دوميز للاجئين جنوبي محافظة دهوك، ما تعرض له أفراد من عائلتها وأقاربها في سجن صيدنايا سيئ السمعة بالعاصمة السورية دمشق .
وقالت رندة محمد لوكالة شفق نيوز، إن "شقيقها (ياسين) وثلاثة من أبناء أختها وهم (عمار وعامر وياسين) جميعهم فقدوا حياتهم في سجن صيدنايا نتيجة التعذيب الممارس من قبل عناصر الأمن داخل السجن ".
وأضافت، أن "مصيرهم كان مجهولاً، لكن بعد سقوط النظام وإعلان قوائم بأسماء المتوفين في سجن صيدنايا، ظهرت أسماؤهم ضمن تلك القوائم ".
وعن سبب اعتقالهم، أوضحت أن "اعتقالهم كان لمشاركتهم في المظاهرات السلمية التي انطلقت في سوريا مع بداية الربيع العربي عام 2011 ".
وتابعت رندة: "كان شقيقي وأبناء أختي الثلاثة من المشاركين في تظاهرات حي الكوردي بالعاصمة دمشق، وبعد مشاركتهم الأولى تم اعتقالهم وأجبروا على توقيع تعهد بعدم المشاركة في أي احتجاجات مستقبلية ".
وزادت بالقول: "لكن بعد الإفراج عنهم عادوا للمشاركة بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات، ليتم اعتقالهم مجدداً، لكن في هذه المرة لم يفرج عنهم، بل قتلوا داخل سجون النظام"، مشددة على أهمية محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، "لا ينبغي أن تذهب دماء هؤلاء هدراً، بل يجب محاسبة كل من ارتكب هذه المجازر بحق السوريين العزل".
تبرز هذه القصة واحدة من آلاف المآسي التي عاشها الشعب السوري خلال السنوات الماضية وتسلط الضوء على الظروف اللاإنسانية في سجون النظام السوري .
وكانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أعلنت الخميس الماضي، (26 كانون الأول 2024)، اعتقال المسؤول عن المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا العسكري اللواء محمد كنجو حسن في خربة المعزة بريف طرطوس غربي سوريا .
ويعد سجن صيدنايا أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، يطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008 .
وتمكنت قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 من اقتحامه، وتحرير كافة المعتقلين منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية دمشق، ثم أعلنت إسقاطها حكم بشار الأسد وانسحاب قواته من وزارتي الدفاع والداخلية ومطار دمشق الدولي .
وتشير تقارير دولية إلى أن آلاف المعتقلين تم قتلهم بشكل منظّم وسرّي داخل السجن، حيث نفذ النظام المنهار إعدامات جماعية دون محاكمات بين عامي 2011 و2015، بمعدل يصل إلى 50 شخصا في الأسبوع .
وحكم بشار سوريا لمدة 24 عاما منذ يوليو/ تموز 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد (1970-2000)، وهرب من البلاد هو وعائلته خفية إلى روسيا التي أعلنت منحهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسبابا إنسانية ".