آخر الأخبار

إيل بيسغارد تشيرش مستشارة ممداني و"يده اليمنى" في إدارة نيويورك

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

إيل بيسغارد تشيرش، ناشطة سياسية أميركية من حركة " الاشتراكيون الديمقراطيون الأميركيون ". تخرجت من إحدى جامعات رابطة اللبلاب الراقية عام 2020، وفي العام نفسه بدأت مشوارها المهني والسياسي بالعمل رئيسة لمكتب السياسي الديمقراطي زهران ممداني في مستهل مشواره عضوا في المجلس التشريعي لنيويورك .

رافقت تشيرش السياسي ممداني في طموحه لتولي رئاسة بلدية نيويورك منذ البدايات، وتولت إدارة حملته الانتخابية في المرحلة التمهيدية لسباق منصب العمدة، ثم أصبحت المستشارة الأقرب إليه في المرحلة الموالية.

وبعد فوزه في انتخابات الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عيّنها مديرة لمكتبه وأصبحت تُوصف بأنها "يده اليمنى"، إذ تتولى دورا محوريا في إدارة مدينة بميزانية قدرها 116 مليار دولار وعدد سكانها 8.5 ملايين ويعمل في مرافقها نحو 300 ألف موظف.

الولادة والنشأة

وُلدت إيل (إيليانا) بيسغارد تشيرش يوم 28 يونيو/حزيران 1991 في مدينة ديفيس بولاية كاليفورنيا جنوب غرب الولايات المتحدة ، ونشأت طفلة وحيدة لأم عزباء. وقد بادرت منذ سن مبكرة إلى الانخراط في العمل التطوعي داخل أحد ملاجئ المشردين.

وفي يوليو/تموز 2025 عقدت قرانها دون الكشف عن هوية زوجها، في انعكاس لطبيعة شخصيتها التي تميل إلى التكتم وحماية خصوصيتها، إذ تتجنب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونادرا ما تجري مقابلات صحفية.

الدراسة والتكوين

درست تشيرش المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة ديفيس، وواصلت تعليمها العالي في كلية سوارثمور، وهي كلية خاصة في ولاية بنسلفانيا، وتخرجت عام 2013 متخصصة في العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط .

وفي المرحلة الجامعية أنتجت برنامجا إذاعيا مناهضا للحروب، وأصبحت منخرطة بعمق في قسم دراسات السلام والنزاعات في الكلية. وبعد تخرجها عملت مع العديد من الجمعيات الخيرية في فيلادلفيا وواشنطن العاصمة، وهي جهات تُعنى بمحو الأمية لدى الكبار وتقليص أعداد السجناء.

مصدر الصورة عمدة نيويورك زهران ممداني (يسار) مع مديرة مكتبه إيل بيسغارد تشيرش (رويترز)

وفي عام 2016، انتقلت إلى نيويورك ضمن زمالة في الشؤون العامة أشرفت عليها منظمة "كورو"، وهي منظمة غير ربحية تُدرب طلاب الدراسات العليا. وحصلت تشيرش عام 2020 على الماجستير من كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا وكلية لندن للاقتصاد، متخصصة في شؤون الضرائب.

التجربة السياسية والمهنية

قبل العمل مع ممداني، كانت تشيرش عضوا في حركة "الاشتراكيون الديمقراطيون الأميركيون" ذات التوجه اليساري، وإن لم تكن فاعلة بشكل ملموس في أنشطة الحركة آنذاك.

إعلان

وتطور نشاطها داخل الحركة تدريجيا، فشاركت لاحقا في تشكيل فريق يُعنى بتحليل العمل التشريعي، ووضعت عام 2021 وثيقة إرشادية تحدد آليات تفاعل الحركة مع مسؤوليها المنتخبين، وكان لها دور مهم في إقناعها بتأييد ترشيح زهران ممداني لمنصب عمدة نيويورك.

كانت تشيرش تملك تجربة سياسية متواضعة حين وظفها ممداني عام 2020 رئيسة لمكتبه بعد انتخابه عضوا في المجلس التشريعي لنيويورك، وكانت آنذاك حديثة التخرج من جامعة كولومبيا.

ورغم انتمائهما معا إلى حركة "الاشتراكيون الديمقراطيون الأميركيون"، فإن ممداني لم يكن يعرفها شخصيا عندما تقدّمت بطلب توظيف في خريف عام 2020 لشغل ذلك المنصب، الذي حصلت عليه بعد سلسة من مقابلات التوظيف.

وتوصف تشيرش في أوساط الحركة بأنها يسارية ذات قناعات راسخة، مهمومة بقضايا التفاوت الكبير في توزيع الثروة وبنظام السجون وبالمظالم الناجمة عن الحروب، إضافة إلى قضية المشردين التي تصفها بأنها "خيار سياسي" و"فشل أخلاقي".

شغلت تشيرش منصب رئيسة موظفي ممداني في مجلس نيويورك من ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، وهي فترة أثبتت أثناءها أنها سياسية ماهرة تمتلك قدرات عالية في بناء التحالفات، ونضجت أثناءها سياسيا وانتقلت من نهج الناشطة الصدامية إلى مخططة إستراتيجية تعمل بلا كلل.

كانت من أبرز الأصوات الداعية إلى فرض ضرائب أعلى على السكان الأثرياء في نيويورك أثناء جائحة كورونا (كوفيد-19). وفي عام 2021 كان لها دور رئيسي في حملة تخفيف ديون سائقي سيارات الأجرة، وناضلت من أجل إطلاق سراح من اعتُقل منهم أثناء الاحتجاجات.

مصدر الصورة إيل بيسغارد تشيرش يُنسب إليها الفضل في صياغة أبرز عناصر برنامج حملة ممداني الانتخابية (الفرنسية)

الدور في انتخاب ممداني

شغلت تشيرش منصب مديرة حملة ممداني في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك عام 2025.

وكانت تلك أول حملة انتخابية تديرها، وقد توّجت بنجاح باهر، إذ فاز ممداني في ذلك الاقتراع متقدما بفارق كبير على منافسيه، وعلى رأسهم أندرو كومو ، حاكم ولاية نيويورك 3 فترات قبل أن يستقيل عام 2021 على خلفية قضايا فساد أخلاقي.

ويُنسب إلى تشيرش الفضل في صياغة أبرز عناصر برنامج حملة ممداني وإستراتيجيته التواصلية التي اتسمت بالوضوح والاتساق والمصداقية، وركزت على القدرة على تحمل التكاليف، مع ركائز أساسية مثل تجميد الإيجارات وتوفير الحافلات المجانية وتقديم رعاية شاملة للأطفال.

وفي تنفيذ تلك الإستراتيجية ارتكزت الحملة على النشر في منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تيك توك ، ودُعمت بعملية ميدانية واسعة النطاق جرى أثناءها تعبئة أكثر من 50 ألف متطوع طرقوا أبواب نحو 1.5 مليون ناخب.

وبعد الانتخابات التمهيدية أصبحت تشيرش مستشارة رئيسية لممداني وتولت التخطيط لمرحلة ما بعد الفوز، بما في ذلك وضع الأساس لإدارة عمدة المدينة، والإشراف على حملة التوظيف، وقيادة جهود المرحلة الانتقالية، والنظر في ملفات نواب العمدة المحتملين ورؤساء الوكالات وتحديد الجدول الزمني والسياسات العامة.

إعلان

وبعد فوز ممداني في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بدأ التخطيط الرسمي لعملية الانتقال وتسيير شؤون المدينة. وأعلن العمدة في العاشر من الشهر نفسه تعيين تشيرش رئيسة للموظفين في إدارته.

وتُوصف تشيرش بأنها "اليد اليمنى" لممداني و"العقل الإستراتيجي للحملة الانتخابية" و"المستشارة الأقرب" إليه. وقد أشاد بها أثناء خطاب النصر قائلا "لم أكن لأفوز بهذا السباق لولا إدارة تشيرش لحملتنا".

كما أشاد عدد من المقربين من ممداني بقدرات تشيرش ومهاراتها، ووصفها باتريك غاسبارد، أحد مستشاري العمدة، بأنها كانت "الأكثر تأثيرا في الحملة الانتخابية".

الموقف من إسرائيل

تصف وسائل إعلام إسرائيلية تشيرش بأنها ناشطة تدفع بأجندة معادية للصهيونية، وذلك بالنظر إلى عضويتها في منظمة "الاشتراكيون الديمقراطيون الأميركيون"، التي ترى أن إسرائيل "دولة استعمارية استيطانية تمارس نظام الفصل العنصري ".

وتؤكد المنظمة تضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية، وتدعو إلى "إنهاء استعمار إسرائيل واحتلالها جميع الأراضي العربية" وتشدد على حق جميع اللاجئين الفلسطينيين في العودة.

وتعتمد المنظمة سياسات للتضامن مع فلسطين ، وتعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب إبادة جماعية في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما تدعم حركة مقاطعة إسرائيل وتدعو إلى إنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لتل أبيب .

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن تولي ممداني وتشيرش قيادة بلدية نيويورك يشكل تحولا أيديولوجيا مقلقا في مدينة تُعد معقلا رئيسيا لنفوذ اللوبيات اليهودية، وعلى رأسها اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك)، الذراع السياسية لإسرائيل وممثلتها داخل دوائر القرار الأميركي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا