في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد مبعوث الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية مسعد بولس اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة تبحث هدنة إنسانية مع طرفي الصراع في السودان ، مؤكدا أن الفظائع التي جرى ارتكابها في الفاشر خلال الأيام القليلة الماضية "مرفوضة تماما".
وقالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف فروا من 5 مناطق بولاية شمال كردفان السودانية مع اتساع نطاق المعارك بين الجيش و قوات الدعم السريع ، خاصة بعد سيطرة الأخيرة على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي.
كما أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنه إذا ثبتت صحة التقارير الواردة من مدينة الفاشر عن عمليات قتل واغتصاب جماعي وجرائم أخرى تنسب لقوات الدعم السريع، فإن هذه الأفعال قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
يتزامن ذلك مع استمرار القصف في مناطق عدة، حيث قال مصدر حكومي للجزيرة إن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع هاجمت قرية اللويب شرقي مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وذكر مصدر حكومي للجزيرة أن مسيرة أخرى تابعة للدعم السريع هاجمت مدينتي الرهد والأبيض بنفس الولاية.
كما قال مصدر عسكري سوداني إن مسيرات للدعم السريع قصفت بلدتي كرنوي والطينة في شمال دارفور.
إنسانيا، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن "التصنيف المرحلي للأمن الغذائي" رصد مجاعة في الفاشر بدارفور ومدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان ، وأن 20 منطقة في دارفور وكردفان بالسودان معرضة لخطر المجاعة .
كما قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن وضع آلاف المدنيين في الفاشر مجهول وإن المنظمات الإنسانية مُنعت من الوصول إلى المدينة.
وكانت شبكة أطباء السودان اتهمت قوات الدعم السريع باستمرار احتجاز الآلاف من المدنيين داخل الفاشر ومنعهم من مغادرتها.
وأفادت مصادر محلية في بلدة طويلة غربي الفاشر للجزيرة بأن أكثر من 20 ألف نازح وصلوا خلال الأيام الماضية إلى البلدة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وأشارت المصادر إلى أن عملية النزوح لا تزال مستمرة مؤكدة حاجة النازحين إلى الماء والغذاء والدواء.
من جهته، قال المتحدث باسم الصليب الأحمر في السودان للجزيرة إن المأساة تتفاقم يوما بعد يوم في هذ البلد مع تطور العمليات العسكرية والعنف، وإن تعقيدات المشهد تضع عراقيل أمام وصول المساعدات.
وطالب بتوفير ممرات آمنة للراغبين في الخروج من مناطق القتال، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر يعمل على تعزيز استجابته في منطقة "طويلة" القريبة من الفاشر لتوفير احتياجات النازحين.
على صعيد آخر، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إنه إذا ثبتت صحة التقارير الواردة من مدينة الفاشر عن عمليات قتل واغتصاب جماعي وجرائم أخرى تنسب للدعم السريع، فإنها قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.
وأشار إلى أن للمحكمة الاختصاص القضائي للنظر في الجرائم المرتكبة في سياق النزاع المستمر في دارفور، وأن المحكمة تجري تحقيقات مكثفة في الجرائم المزعومة منذ اندلاع القتال في أبريل/نيسان 2023.
وأضاف أن المحكمة ستتخذ خطوات عاجلة لجمع الأدلة المتعلقة بالجرائم المزعومة في الفاشر لاستخدامها في الملاحقات القضائية المستقبلية، داعيا كل الأفراد والمنظمات المعنية بالعدالة والمساءلة إلى تقديم أي معلومات أو أدلة تتعلق بالأحداث الأخيرة أو السابقة في المدينة.
وفي نفس السياق، أفادت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان دينيز بروان بأن تقارير وردت إليهم عن حصول إعدامات ميدانية جماعية لمدنيين غير مسلحين يحاولون الفرار من مدينة الفاشر.
وأضافت أن عدد الفارين من الفاشر تراجع في الأيام الأخيرة وأكدت أن ذلك يشير إلى أن قوات الدعم السريع تُحكم الحصار على المدينة.
وأشارت إلى إن قوافل الإغاثة الإنسانية ممنوعة، كما أن الطعام والمستلزمات الطبية والمساعدات لا تدخل.
ونبهت إلى أن الأمم المتحدة تحاول الدخول إلى الفاشر، لكنها تُمنع من ذلك منذ أكثر من 500 يوم.
يشار إلى أن قوات الدعم السريع استولت في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور ، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وباتت هذه القوات تسيطر حاليا على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، ما عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، وهي محافظات كرنوي وأمبرو والطينة شمالي الولاية، وأخرى خاضعة لقوات حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور بما فيها منطقة طويلة التي تضم أكبر عدد من نازحي الفاشر.
بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية من أصل 18 ولاية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم .
    
    
        المصدر:
        
             الجزيرة