آخر الأخبار

الأمير أندرو.. ابن قصر بكنغهام الذي تخلى عن لقبه الملكي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

الأمير أندرو، دوق يورك، شقيق الملك تشارلز الثالث ، هو الابن الثالث للملكة الراحلة إليزابيث الثانية والأمير فيليب دوق إدنبرة. ولد عام 1960 وهو الثامن في ترتيب ولاية العرش البريطاني.

خدم في البحرية الملكية البريطانية وشارك في حرب فوكلاند عام 1982، ونال أوسمة عسكرية عدة، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية، اضطلع بمهام رسمية باسم العائلة الملكية البريطانية حتى عام 2019.

وفي ذلك العام توقف عن واجباته العامة بقرار من القصر، على خلفية ارتباط اسمه بقضية رجل الأعمال جيفري إبستين ، مما أثار جدلا واسعا وأثر على سمعته وصورته الاعتبارية داخل المملكة المتحدة .

المولد والنشأة

ولد الأمير أندرو ألبيرت كريستيان إدوارد في 19 فبراير/شباط 1960، بقصر باكنغهام بالعاصمة البريطانية لندن ، وهو الابن الثالث والولد الثاني للملكة الراحلة إليزابيث الثانية والأمير فيليب.

نشأ في كنف العائلة الملكية البريطانية، وتلقى تربية تقليدية تعتمد أساسا على قيمة الانضباط من جهة -والذي يتجسد في الالتزام اليومي الصارم بمقتضيات الحياة الملكية- وقيمة الواجب العام والمسؤولية تجاه المجتمع البريطاني وخدمة الدولة من الأنشطة العسكرية والرسمية من جهة أخرى.

تزوّج الأمير أندرو في 23 يوليو/تموز 1986 من سارة فيرغسون، في احتفال ملكي أقيم في كنيسة ويستمنستر وحظي بمتابعة إعلامية عالمية.

أنجب الزوجان ابنتين، هما الأميرة بياتريس المولودة عام 1988، والأميرة يوجيني التي رأت النور عام 1990، قبل أن ينفصلا عام 1996.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقّى أندرو تعليمه الابتدائي في مدرسة هيذر داون ببلدة أسكوت في مقاطعة بيركشاير في جنوب شرقي إنجلترا، ثم انتقل إلى مدرسة غوردونستون بمنطقة موراي في شمال شرقي أسكتلندا، وهي المؤسسة التعليمية نفسها التي درس فيها والده وشقيقه تشارلز.

بعد إنهاء دراسته الثانوية، انضم الأمير إلى الكلية البحرية الملكية في دارتموث عام 1979، وهي المؤسسة الموكول لها تأهيل ضباط البحرية الملكية البريطانية، وتقع بمقاطعة ديفون في جنوب غربي إنجلترا، على ضفاف نهر دارت، وهناك تلقى تكوينه العسكري البحري قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في سلاح البحرية الملكية البريطانية.

الخدمة العسكرية

التحق الأمير أندرو بسلاح البحرية الملكية البريطانية عام 1980، برتبة ملازم بحري تحت التدريب، قبل أن يواصل تدريبه في مجال الطيران الحربي، إذ تلقى تدريبا متقدما على قيادة الطائرات في قاعدة سلاح الجو الملكي في ليمنغ، ثم على قيادة المروحيات في قاعدة البحرية الملكية "كولدروز" في مقاطعة كورنوال بجنوب غربي إنجلترا.

إعلان

وبصفته ملازما بحريا تخصص في قيادة مروحية من طراز "سي كينغ"، والتحق بأول وحدة عملياتية له ضمن السرب البحري 820 على متن البارجة إنفينسيبل أوائل عام 1982، قبل المشاركة في حرب جزر فوكلاند في أبريل/نيسان من العام نفسه.

واصل الأمير أندرو خدمته في البحرية الملكية على مدى اثنين وعشرين عاما، شغل أثناءها رتبا ومسؤوليات قيادية، واكتسب خبرة واسعة في مجال الطيران البحري والتنسيق العملياتي. أنهى خدمته في يوليو/تموز 2001 برتبة قائد، واختتم بذلك مسيرة عسكرية امتدت أكثر من عقدين.

مصدر الصورة الملكة إليزابيث الثانية تدفع عربة الأمير أندرو وإلى جانبها الأميرة آن في سبتمبر/أيلول 1960 (أسوشيتد برس)

الجوائز والتكريمات

حصل الأمير أندرو طوال مسيرته العسكرية على أوسمة وميداليات، منها:


* وسام اليوبيل الفضي للملكة إليزابيث الثانية عام 1977.
* وسام الخدمة في حرب فوكلاند عام 1982.
* ميدالية إحياء ذكرى نيوزيلندا (وسام نيوزيلندي) عام 1990.
* وسام اليوبيل الذهبي للملكة إليزابيث الثانية عام 2002.
* وسام الرباط بدرجة فارس عام 2006.
* وسام اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية عام 2012.
* وسام الخدمة الطويلة وحسن السلوك بالبحرية الملكية عام 2016.

علاقته بقضية جيفري إبستين

في أواخر عام 2019، واجه الأمير أندرو واحدة من أكبر الأزمات في مسيرته العامة، بعدما تصاعدت التقارير الصحفية عن علاقته برجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، الذي كان متهما بالاتجار بالبشر واستغلال القاصرات.

أثيرت القضية على نطاق واسع بعد بثّ مقابلة تلفزيونية مع الأمير عبر قناة " بي بي سي " في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تركز الحوار فيها أساسا على ادعاءات الاعتداء الجنسي الموجهة له، وعلى العلاقات التي كانت تربطه بمرتكب الجرائم الجنسية جيفري إبستين.

حاول الأمير الدفاع عن نفسه ونفى ارتكاب أي مخالفات، إلا أن خروجه الإعلامي هذا على عكس المتوقع منه، زاد الانتقادات حدة، بسبب ما اعتبره طيف واسع من الرأي العام البريطاني ضعفا في تقدير الموقف وافتقارا للتعاطف مع الضحايا.

وعقب هذه المقابلة التلفزيونية وما خلفته من تداعيات، أعلن قصر باكنغهام في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أن الأمير أندرو سيتنحى عن مهامه العامة "فترة غير محددة"، بعد أن أصبح وجوده عبئا على المؤسسة الملكية.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، جرّدته الملكة إليزابيث الثانية رسميا من ألقابه العسكرية الفخرية وامتيازاته الملكية العامة، ومنعته من استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" في أي مناسبة رسمية.

وفي فبراير/شباط 2022، توصّل الأمير أندرو إلى تسوية مالية خارج القضاء مع فيرجينيا جوفري، وهي إحدى المدعيات في قضية إبستين (انتحرت في أبريل/نيسان 2025)، دون أن يقر بالجريمة المنسوبة إليه، وقد أنهت هذه التسوية الإجراءات القضائية ضده، لكنها لم توقف الجدل العام والمطالب المتزايدة بمساءلته أخلاقيا وسياسيا.

مصدر الصورة الأمير أندرو يتوسط الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب دوق إدنبرة في يوليو/تموز 1979 (أسوشيتد برس)

تخليه عن لقب الدوق

رغم ابتعاده عن الحياة العامة منذ 2019 ظلّ الأمير أندرو يحمل لقب "دوق يورك"، الذي منحه إياه والده الملك فيليب في يوم زفافه عام 1986.

إعلان

ومع تزايد انتقادات الرأي العام البريطاني على خلفية ارتباط اسمه بفضيحة إبستين، تجددت المطالب السياسية في أكتوبر/تشرين الأول 2025 داخل البرلمان البريطاني بتجريده رسميا من لقب الدوق.

فقد قدّم نواب من الحزب القومي الأسكتلندي وحزب العمال مذكرة برلمانية تطالب الحكومة بسنّ قانون يمنح الملك صلاحية سحب الألقاب النبيلة من أي فرد في حال الإضرار بسمعة الدولة أو المؤسسة الملكية.

ووفقا لنتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يو غوف" في الشهر ذاته، أبدى 80% من البريطانيين تأييدهم تجريد الأمير أندرو من اللقب نهائيا.

وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025 أعلن الأمير أنردو أنه سيتخلى عن لقب "دوق يورك" وعن الأوسمة التي منحت له، وحرص في الوقت نفسه على نفي الاتهامات الموجهة إليه.

وقال في بيان، إن تلك الاتهامات صرفت الانتباه عن عمل شقيقه الملك تشارلز الثالث وأضرت بالعائلة الملكية البريطانية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا