فريد زكريا: قبل عامين، وبعد أقل من 24 ساعة من هجوم 7 أكتوبر، انضم إلينا مصطفى البرغوثي، الطبيب الذي عمل في الشأن السياسي الفلسطيني لعقود، في برنامجنا من رام الله. وقد عبّر لي عن رأيه في ذلك اليوم المروع من وجهة نظر فلسطينية.

مصطفى البرغوثي: هناك سبيل واحد لوقف أي عنف، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

فريد زكريا: والآن، ومع اتفاق جديد قد يُنهي البؤس الحاد الشعب الفلسطيني في غزة، عدنا إليه للحديث عن آفاق السلام، وبدائل حماس، وأمور أخرى كثيرة. أهلاً بك يا دكتور البرغوثي. دعني أسألك أولاً: هل تعتقد أننا أقرب إلى ما كنت تأمله، وهو إنهاء الاحتلال؟

مصطفى البرغوثي: نعم، ربما نحن كذلك، لكن الطريق لا يزال طويلاً. إنه طريق طويل لأن الدمار الذي سببه نتنياهو لا يُوصف. عليك أن تتذكر أن إسرائيل قتلت وأصابت في هذه الحرب المروعة أكثر من 250 ألف فلسطيني، أي ما يُعادل 11% من سكان غزة. إذا طبقت ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية، فستتحدث عن 33 مليون شخص قُتلوا أو جُرحوا. إنه لأمر مروع. لقد دمروا 92% من منازل الناس. دمروا معظم المدارس، والعديد من العيادات، و94% من مستشفياتنا. الدمار لا يُصدق.
ألقوا أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات، أي أقوى بـ10 مرات من كل قنبلة نووية أُلقيت على هيروشيما وناغازاكي. لكن أشياء كثيرة تغيرت. أولاً، فشلوا في فرض التطهير العرقي على الشعب الفلسطيني في غزة. هذا مهم جدًا لأنه يعني أن أولئك الذين كانوا يحلمون بالقضاء على الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين قد فشلوا وإلى الأبد. لن تتكرر فكرة التطهير العرقي أبدًا، ولن تعود أبدًا، آمل ذلك.
ثانيًا، أعتقد أن فلسطين عادت الآن إلى الساحة. أعني، عندما ظهر نتنياهو، كما تتذكرون في 23 سبتمبر، في الأمم المتحدة وهو يقضي على الضفة الغربية وغزة ويدعي أنه سيضمهما إلى إسرائيل. الآن، يُجبر على رؤية حقيقة أن فلسطين والقضية الفلسطينية عادت إلى طاولة النقاش في كل مكان حول العالم.
لقد فشل التطبيع، ولم يُعوض حق الشعب الفلسطيني في امتلاك أرضه واستقلاله. وأخيرًا، بدلًا من التطبيع، وُضعت إسرائيل في أكبر عزلة في تاريخها. إسرائيل معزولة جدا الآن لدرجة أن ترامب اضطر للتدخل لمحاولة مساعدتها على الخروج من هذه العزلة التي تُحاصرها عالميًا، حتى داخل الولايات المتحدة، حيث يمكنك أن ترى بنفسك أن الرأي العام الأمريكي قد تغير وقد تحرك. الآن، أصبحوا يفهمون أكثر من أي وقت مضى معاناة الشعب الفلسطيني وحاجته إلى الحرية.